- البلاد نت - يبدو أن الزخم الجماهيري و الإعلامي المصاحب لإنتشار وباء الكوليرا الذي حصد حتى الآن ارواح إثنين (2) من المواطنين، لم ينجح في إخراج وزراء القطاعات الوصية ولا ولاة المناطق المعنية بالمرض من سباتهم العميق، حيث أن لامبالاة هؤلاء المسؤولين أشعر المواطنين وكأنهم يواجهون محنة الكوليرا لوحدهم. وغياب التصريحات الرسمية منهم أفسح المجال للإشاعة و المغالطات لتفعل فعلتها في المواطن أين أدى الشعور بالقلق الى نفاذ كميات المياه المعدنية من المساحات التجارية وعزوف مواطنين عن شراء الخضروات و الفواكه فيما استقبلت مصالح الاستعجالات عشرات الحالات التي ظن اصحابها أنهم مصابون بالكوليرا عند الشك في اي عارض بسيط. و لم يظهر أي أثر لوزير الموارد المائية حسين نسيب حيث إكتفت وزارته ببيان مقتضب عبر الفيسبوك ينفي المسؤولية عن مياه الحنفيات حتى قبل ان يفرج معهد "باستور" عن نتائج الفحوصات التي يقوم بها. و منذ الإعلان عن المرض كان مدير الوقاية بوزارة الصحة جمال فورار يواجه وحده ميكروفونات الصحفيين في غياب لافت لوزير الصحة مختار حسبلاوي الذي فضل الإختفاء في وقت تجاهد الطواقم الطبية في مستشفيات البليدة و العاصمة لمحاصرة المرض حيث العمل 24 ساعة على 24 ساعة في ظل ظروف صعبة و إمكانيات محدودة. وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري بدورها كانت غائبة عن الحدث على الرغم من ان الظرف يستعدي جاهزيتها التامة للتواصل، حيث الاهتمام كان منصبا على سلامة الخضر و الفواكه المسقية. و كان من الأحرى ان يقوم وزير الفلاحة عبد القادر بوعزقي بمخاطبة المواطنين بخصوص مدى سلامة المنتجات الزراعية. و الكوليرا ايضا وباء قد ينتج عن تلوث المحيط وتسرب القاذورات الى مصادر المياه النظيفة و لأن التحديات البيئية هي مسؤولية وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، كان من المجدي ان تتفقد الوزيرة الحاضنة البيئية في المناطق التي إنتشر بها الوباء وتشجع المواطنين على حملات النظافة. إنتشار الكوليرا فضح كذلك فراغا تاما على مستوى ولاة الجزائرالبليدة تيبازة و البويرة، حيث لم يكلف والي ولاية البليدة عناء التنقل الى مستشفى بوفاريك الذي يحتضن مئات الحالات بين المتأكد منها و المشتبه بإصابتها بالكوليرا، في حين ان والي العاصمة زوخ كان غائبا هذه المرة على الرغم من ان العاصمة حلت في المرتبة الثانية بعد البليدة في عدد الإصابات بالكوليرا ونفس الشيء بالنسبة لولاة تيبازة و البويرة.