أعلن مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور جمال فورار أول أمس، أن الإصابات بوباء الكوليرا التي تم تسجيلها بأربع ولايات من الوطن، هي حالات "معزولة منحصرة في عائلات"، مؤكدا أن الوضع "متحكم فيه". وأوضح الدكتور فورار خلال ندوة صحفية نشطها رفقة إطارات بالوزارة والمدير العام لمعهد باستور لإعطاء توضيحات حول حالات الإصابة بوباء الكوليرا بأربع ولايات (الجزائر العاصمة، البليدة، تيبازة والبويرة) والتي سجلت 41 حالة من بين 88 حالة مشتبه فيها، أنها "حالات منعزلة"، مؤكدا أن الوضع "لا يدعو إلى القلق ولا يستدعي إعلان حالة الطوارئ". ودعا الدكتور فورار المواطنين إلى احترام قواعد النظافة المتمثلة في "الغسل الجيد لليدين (الناقل الأساس للعدوى) وكذا الخضر والفواكه قبل تناولها مع تفادي زيارة المرضى المصابين في المستشفيات". بدوره، أكد المدير العام لمعهد باستور الدكتور زبير حراث، أن التحاليل البكتيرية التي أجراها المعهد على عينات المصابين، أثبتت أن وباء الكوليرا انتقل بسبب غياب شروط النظافة في بعض المواد المستهلكة، مستبعدا أن يكون الأمر له علاقة بالمياه. وأشار في ذات السياق الى أن التحاليل الجارية على مستوى معهد باستور حول الأطعمة التي تناولتها العائلات المصابة، "ستكشف قريبا الأسباب الحقيقية لهذه الإصابات". من جانبه، عرض الدكتور يوسف طرفاني، نائب مدير بوزارة الصحة، مختلف الحالات المسجلة على مستوى الولايات الأربعة، حيث أوضح أن 6 منها سُجلت بعين بسام بالبويرة، أكدت التحاليل إصابة 3 حالات، و50 حالة بالبليدة من بينها 22 مؤكدة، و18 حالة بتيبازة من بينها 11 مؤكدة، و14 حالة بالجزائر العاصمة من بينها 5 حالات مؤكدة. وفي نفس السياق ذكر مدير الصحة لولاية الجزائر الدكتور محمد ميراوي، أن 10 حالات من بين 14 حالة التي تم إدخالها إلى مستشفى القطار غادرته، فيما يرتقب أن يغادره الأربعة المتبقون اليوم السبت. كما أعلن مدير الصحة لولاية البليدة أحمد الجمعي بدوره، أن 12 حالة من بين 74 إصابة بهذا الوباء، غادرت مستشفى بوفاريك، مضيفا أن حالة بقية المصابين تشهد "تحسنا مستمرا، وستغادر المستشفى خلال الأيام القليلة القادمة". من جانبه، شدد الدكتور كمال آيت أوبلي من المعهد الوطني للصحة العمومية، على ضرورة احترام التدابير الوقائية الخمس التي تدعو إليها الوزارة طوال أيام السنة، وبالخصوص قبل حلول موسم الحر، والمتمثلة في"الغسل الجيد لليدين بالماء والصابون، وإبعاد المواد الغذائية الطازجة عن المطبوخة، وحفظها في درجة حرارة مناسبة مع مراقبة تاريخ انتهاء صلاحية استهلاك هذه المواد وإغلاق وتنظيم مياه الآبار، وإبعاد النفايات عنها وشرب مياه مراقبة وتغليتها وإضافة لها ماء الجافيل في حالة تخزينها". ويُعتبر وباء الكوليرا من بين الأمراض المعدية الخطيرة والمتسببة في الوفاة بعد تعرض الشخص لإسهال حاد، تتسبب فيه بكتيريا تنتشر عن طريق غياب شروط النظافة، بسبب استهلاك مياه أو خضر أو فواكه ملوثة تنتقل عن طريق اللمس. وتعيش البكتيريا لمدة تتراوح ما بين يوم واحد و7 أيام، حيث تتسبب في إسهال حاد يؤدي إلى تعرض المصاب لجفاف الجسم وتعقيدات أخرى على مستوى القلب والرئة والكلى. وكان مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أكد تسجيل 14 حالة إصابة بالكوليرا ضمن الأشخاص الذين تم استقبالهم على مستوى المستشفيات الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة والبويرة، مشيرا إلى تسجيل حالة وفاة شخص بالبليدة. وتوفي هذا الشخص البالغ من العمر 46 سنة والمنحدر من بلدية بوعرفة مساء يوم الأربعاء الفارط، بمستشفى بوفاريك إثر تعرضه لتسمم حاد. يُذكر أن ولاية البليدة سجلت منذ بداية الشهر الجاري حادثتي تسمم، الأولى تمثلت في إصابة 448 شخصا يقطنون بعدد من الأحياء ببلدية بوقرة نتيجة استهلاكهم مياها أثبتت التحاليل أنها تحوي على بكتيريا "القولونيات"، والتي وصفها آنذاك مدير الصحة محمد الجمعي، بالميكروبات "البسيطة وليست بالخطيرة". كما سجلت الولاية نهاية الأسبوع المنصرم إصابة خمسة أفراد من عائلة واحدة تقطن بالحي القصديري بالقرب من السكة الحديدية بتسمم حاد نتيجة تلوث مياه الشرب، نُقلوا على إثرها إلى مستشفى بوفاريك المتخصص في الأمراض المعدية، حيث تلقى جميعهم العلاج اللازم. وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أعلنت الإثنين الفارط على لسان مدير الوقاية وترقية الصحة الدكتور جمال فورار، أنه "تم اتخاذ كل التدابير اللازمة بخصوص الإصابات المحصورة في عائلات بمناطق ولايتي البليدة والبويرة. ق. و