تتأزم وضعية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من يوم لآخر، خصوصا بعد الأزمات التي ظهرت مؤخرا في بيت الفاف، آخرها الفضيحة التي فجرها المدير الفني الوطني، رابح سعدان، بخصوص تعمد اتحادية زطشي عدم ارساله إلى مؤتمر الفيفا بالعاصمة البريطانية لندن وتفضيل مدرب حراس الخضر، عزيز بوراس، الذي رافق الناخب الوطني، جمال بلماضي. والظاهر للعيان أن استقالة سعدان كانت منتظرة منذ مدة بسبب الخلافات التي حدثت بينه وبين رئيس الفاف، بخصوص سياسة التكوين داخل الاتحادية، وتجريد مهندس ملحمة أم درمان من صلاحيات تم الاتفاق عليها من قبل عند إمضائه للعقد في أكتوبر من العام الماضي، حيث وجد سعدان نفسه يتنقل فقط بين الولايات المختلفة لمعاينة الأرضيات التي ستقام عليها مراكز التكوين التي وعد بتجسيدها رئيس الفاف عند انتخابه خلفا لمحمد روراوة.
سعدان ينفجر: "لعبولي لعب الذراري ولن أعمل أبدا معهم" خرج المدير الفني الوطني، رابح سعدان عن صمته وانفجر في وجه مسؤولي الاتحادية عندما اطلق تصريحات حصرية لموقع "البلاد.نت" أكد من خلالها أن الفاف خططت للإطاحة به من خلال ملف التأشيرة البريطانية وإرسال مدرب حراس الخضر، عزيز بوراس، مكانه، وهو الأمر الذي اعتبره سعدان بالمؤامرة المدبرة من أجل النيل من شخصه ودفعه للاستقالة، خصوصا منذ قدوم الناخب الوطني الجديد، جمال بلماضي، الذي كانت له محاولة للانقلاب على شارف إلا أن سعدان دافع عليه، مضيفا أنه لن يعمل أبدا مع مسؤولين في هذا المستوى، وهو الأمر الذي يدعو إلى أكثر من تساؤل حول محاولة بلماضي النيل من سعدان وشارف، والكل يعرف المشاكل التي حدثت بين قائد المنتخب الوطني في كأس افريقيا سنة 2004، جمال بلماضي، والناخب الوطني رابح سعدان آنذاك بمعية مساعده بوعلام شارف. خطوة الفاف اتجاه سعدان لم تكن الأولى في عهدة زطشي، والكل يتذكر تأخر الفاف في ارسال ملف ترشح نائب الرئيس، بشير ولد زميرلي، لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي، والضجة الكبيرة التي أحدثها هذا الملف من خلال تهديد ولد زميرلي بالاستقالة من منصبه في المكتب الفيدرالي متهما البعض بتفعيل مؤامرة ضده لمنعه من الترشح لتمثيل الجزائر في مكتب الكاف.
زطشي مطالب بتطهير المحيط والابتعاد عن المؤامرات من أجل مستقبل الكرة الجزائرية هذه الانحرافات الخطيرة داخل مكتب زطشي تؤكد للمرة الألف على فشل التسيير داخل المكتب الفديرالي الحالي، والظاهر أن السقطات المتتالية لاتحادية زطشي لن ينتهي مسلسلها، فبعد الفوضى والتخبط في اختيار المدربين الوطنيين، أتى الدور على المديرية الفنية الوطنية التي استهلكت لحد الآن ثلاثة إطارات (قريشي، تيكانوين، سعدان) في سنة ونصف فقط، وهو الأمر الذي يعتبر كارثة حقيقية لمستقبل التكوين في الفاف، خاصة إذا علمنا ان المدراء الفنيين في مختلف الاتحاديات العالمية يعملون وفق استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى وبعقود طويلة. زد على ذلك التصريحات الخطيرة التي أطلقها مؤخرا بعض رؤساء الأندية الذين كانوا ضمن لجنة الترشيحات بكشف المستور بخصوص انتخابات رئاسة الفاف التي جرت شهر مارس من العام الفارط، وهو الأمر الذي يشير إلى الوضعية الصعبة التي تتواجد عليها الهيئة الفديرالية الوطنية، وإذا أراد الرئيس زطشي فعلا خدمة الكرة الجزائرية فعليه بتنقية المحيط المتعفن وقطع الطريق أمام المصالح الشخصية لبعض أعضاء المكتب الفديرالي، وكذا الوقوف في وجه كل المؤامرات الهدامة التي تمس بالإطارات الوطنية ومصلحة كرة القدم الوطنية.