وجه المدرب رابح سعدان، المستقيل مؤخرا من منصبه على رأس المديرية الفنية الوطنية، “الضربة القاضية” لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي و”مقرّبيه” بعد أن “عرّى” الواقع المرير الذي تعيشه الاتحادية ومعها المنظومة الكروية، من خلال التصريحات التي أدلى بها والحقائق الخطيرة التي كشف عنها بخصوص الفوضى التي تميز التسيير الهاوي للاتحادية، ووضعت تصريحات سعدان زطشي في حرج شديد مع السلطات وكذا الرأي العام، بالنظر لخطورتها في وقت يعرف المشهد الكروي والرياضي في الجزائر تعفنا غير مسبوق. تميز تسيير الاتحاد الجزائري لكرة القدم في عهد رئيسه خير الدين زطشي بالعشوائية والأخطاء الكثيرة والمهازل والفضائح التي باتت صفة لصيقة بالمكتب الفدرالي الحالي، الذي كان ينجو في كل مرة من “الحساب والعقاب” بسبب الدعم والحماية التي يلقاهما سواء من أطراف تتحكم بالوضع من وراء الستار، أو من طرف أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الذين أكدوا للمرة الألف بأنهم ليسوا إلا “جماعة بني وي وي” بدليل تزكيتهم للحصيلة المالية والأدبية في شهر أفريل الماضي رغم أنها كانت كارثية بأتم المقاييس، لكن يبدو أن الفضيحة التي فجرها سعدان مؤخرا لن تمر مرور الكرام هذه المرة، لأن الأمر يتعلق بأحد أبرز وأكفأ الإطارات الكروية التي أنجبتها الجزائر، والتي منحت الكثير للكرة الجزائرية وصنعت أفراحها، وشذ سعدان المعروف برزانته وهدوئه وتفاديه التصريحات النارية، عن القاعدة هذه المرة حيث أفرغ كل ما بجعبته، وقدم للسلطات والرأي العام وخاصة جماهير كرة القدم صورة قاتمة السواد عما يجري من سوء تسيير وفوضى وتهميش للكفاءات داخل أسوار الاتحادية، وهي الصورة الحقيقية للمنظومة الكروية الجزائرية التي ترزح تحت وطأة الكثير من المشاكل والظواهر السلبية. جرأة وشجاعة وصراحة سعدان هذه المرة، قد تكلّفه التخلي عن مزاولة مهنته في الجزائر بشكل نهائي، لكنها وضعت السلطات والرأي العام أمام حقيقة لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها، وهي أن اتحاد كرة القدم ليس بأياد آمنة كما يتشدق به مسؤولو الفاف والرياضة في البلاد، وإنما يستدعي تدخل كل الفاعلين في القطاع، قصد إحداث التغيير اللازم والقطيعة مع عهد التسيير الهاوي والفاشل، الذي أتى على الأخضر واليابس في الكرة الجزائرية. تصريحات سعدان لم تكن سوى امتداد لتصريحات رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي مؤخرا، والذي اتهم زطشي وجماعته بوضع الاتحادية رهينة لديهم قصد خدمة مصالحهم، وهي امتداد أيضا لتصريحات الكثير من المسؤولين الذين تحلوا بالشجاعة وحاولوا فضح هذه الممارسات البدائية في انتظار رد فعل عملي من الفاعلين في هذا القطاع. قال إن زطشي يريد دفع الجميع إلى الرحيل .. سعدان “شارف يعمل تحت الضغط.. وسيستقيل عاجلا أم آجلا” قال رابح سعدان، المدير الفني الوطني، إن بوعلام شارف، مدير المنتخبات الوطنية، سيسير على نفس نهجه في الأيام القليلة المقبلة بالاستقالة من منصبه، بسبب الضغوط التي بات يتعرض لها في الآونة الأخيرة، فضلا عن تعفن الأوضاع في المحيط الذي يشتغل فيه، علما أن المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان كان قد رمى المنشفة قبل يومين، بسبب ما حدث له في قضية السفر إلى العاصمة البريطانية لندن، لحضور المؤتمر الذي نظمه الإتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص نهائيات كأس العالم الأخيرة التي جرت بروسيا، حيث كان من المقرر أن يرافق سعدان، جمال بلماضي مدرب المنتخب الوطني الأول، قبل أن تحاك مؤامرة ضد “الشيخ” وما عرف بقضية “التأشيرة”، ليرافق بعدها مدرب حراس المنتخب الوطني عزيز بوراس بلماضي، وهو الأمر الذي “تفاجأ” له سعدان. وقال سعدان، الذي نزل ضيفا على القناة الإذاعية الأولى أمس الجمعة، إن شارف كان يفكر بدوره في رمي المنشفة في الأيام الأخيرة، خصوصا عقب الاجتماع الذي حضره إلى جانب سعدان ورئيس الإتحاد الجزائري للكرة، خير الذين زطشي، حيث طالب الأخير شارف بتحقيق نتائج إيجابية في القريب العاجل، وهو الأمر الذي أغضب المدرب الأسبق لاتحاد الحراش، على اعتبار أن ذلك يعد مستحيلا في الوقت الراهن بسبب انشغال المؤطرين بالتكوين. جدير بالذكره أن “الشروق” كان قد تطرقت إلى قضية ما صار يتعرض له بوعلام شارف في الآونة الأخيرة بالتفصيل، وذلك في نهاية شهر سبتمبر الفارط، عندما فصلت في الأمر وتحدثت عن رغبة زطشي في التخلص من شارف ومساعديه على مستوى الفئات الشبانية. سعدان يكشف تفاصيل “الفضيحة” التي أدت إلى استقالته زطشي وبلماضي ومدان والأمين العام للفاف وراء “المؤامرة”
اتهم المدرب رابح سعدان المستقيل، مؤخرا، من منصبه في المديرية الفنية الوطنية رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) خير الدين زطشي، والأمين العام للاتحاد محمد ساعد وكذا مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، ومناجير المنتخب حكيم مدان، بالوقوف وراء “المؤامرة” التي أدت إلى انسحابه من منصبه، في فضيحة جديدة تضاف إلى المهازل الكثيرة التي تورطت فيها القيادة الحالية للفاف بقيادة زطشي منذ انتخابه في ربيع العام الماضي. تخلى سعدان عن هدوئه ورزانته اللذين يعرف بهما ووضعهما جانبا، حيث كشف عن خيوط المؤامرة التي حيكت ضده قصد “التخلص” منه واصفا من دبر لها بالنفاق والكذب والخداع، وقال سعدان، في التصريحات التي أدلى بها في اليومين الماضيين بأن رئيس الفاف خير الدين زطشي تخلى عنه وتواطأ ضده رفقة الأمين العام للاتحادية، بطلب من مدرب المنتخب الأول جمال بلماضي، والمناجير حكيم مدان عضو المكتب الفدرالي. وأوضح سعدان، أن زطشي رضخ للأمر الواقع واستجاب لرغبة مدربه وخدمة لمصالحه، مؤكدا أن بلماضي لم يكن يرغب أبدا في مرافقته إلى لندن لحضور مؤتمر الفيفا الخاص بمونديال روسيا 2018، وإنما طلب أن يكون مرفوقا بصديقه عزيز بوراس مدرب حراس مرمى الخضر. فضلا عن أن بلماضي ومدان كانا أيضا وراء منع أعضاء المديرية الفنية بقيادة سعدان من تناول وجباتهم بالمطعم التابع لمركز سيدي موسى، ورفض أي تواصل بينهم وبين لاعبي المنتخب الأول. وقال سعدان إن علاقته ببلماضي كانت فاترة منذ قدومه لتدريب المنتخب في الفاتح من شهر أوت الماضي، حيث لم يلتقيا سوى في مناسبة وحيدة، وعاد سعدان للحديث حول أصل العلاقة الباردة بينه وبين بلماضي والتي تعود فصولها إلى كاس أمم إفريقيا 2004 بتونس، والتي رفض خلالها بلماضي اللعب احتياطيا ما أثار وقتها مشكلة داخل المنتخب. بينما تورط المناجير حكيم مدان أيضا في تزكيته لهذه “المؤامرة”، حيث كان ضمن المسؤولين في الفاف الذين عارضوا انتداب سعدان كمدير فني وبالتالي وجد الفرصة سانحة هذه المرة للتخلص منه، بينما كشف سعدان عن تواطؤ الأمين العام للفاف كونه هو الوحيد الذي يقوم بالمراسلات الرسمية بين الفاف والهيئات الدولية، وبالتالي فإنه كان على علم بكل ما يحصل دون أن يحرك ساكنا. وأحدثت الحقائق التي كشف عنها سعدان زلزالا داخل دهاليز الفاف، حيث لم يكن مسؤولوها يتوقعون خرجته المفاجئة، في غياب رد فعل رسمي من مسؤولي الاتحادية ووزارة الشباب والرياضة.