مخطط استثنائي لتأمين الوافدين خلال عطلة الشتاء و"الريفيون" البلاد - بهاء الدين.م - باشرت وزارتا الدفاع الوطني والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تنفيذ مخطط أمني استثنائي لحماية الأفواج السياحية في ولايات الجنوب. وأفاد مصدر أمني أن السلطات الجزائرية قررت تكليف قوات مشتركة من الدرك الوطني والجيش والشرطة بحماية السواح في أقصى الجنوب، خاصة أثناء عطلة أعياد رأس السنة. وتابع المصدر أن "الجهات الأمنية المحلية تلقت تعليمات بمنع تنقل الأجانب منفردين في الجنوب في إطار زيادة إجراءات الأمن". كما تلتزم الوكالات السياحية في الجنوب بتقديم قوائم اسمية واضحة للأفواج السياحية الأجنبية عبر مديريات السياحة، على أن تشمل القوائم "تفاصيل كافية عن وجهة الأفواج السياحية". وحددت وزارتا الداخلية والدفاع المناطق التي يسمح للسياح الأجانب بزيارتها، وطلبت من الولايات زيادة إجراءات الأمن في 6 ولايات جنوبية معنية بالموسم السياحي في الجنوب. واجتمع ولاة ست ولايات معنية باستقبال الأفواج السياحية في الجنوب، بمسؤولي أجهزة الأمن لمراجعة التدابير الأمنية المتخذة لحماية السياح خلال الموسم السياحي في الجنوب الذي يمتد 6 أشهر بين نوفمبر وأفريل. وتوقع رئيس نقابة الوكالات السياحية والأسفار في الجزائر، إلياس سنوسي، انخفاضًا نسبيا في أعداد السياح من الجنسيات الأوروبية إلى الجزائر، مع انطلاق موسم السياحة الصحراوية. وأكد سنوسي أن سبب انخفاض السياح الأجانب راجع إلى التأخر المسجل في منح التأشيرة من قبل القنصليات والسفارات الجزائرية في الخارج للراغبين في القدوم إلى الجزائر؛ للاحتفال برأس السنة الميلادية 2019. وقال المتحدث" إن عددًا كبيرًا من الوكالات السياحية يشتكي أصحابها من تقلص نسبة إقبال الأجانب على الحجز في رحلات منظمة للسياحة في الجزائر"، داعيًا الحكومة الجزائرية إلى "تقليص آجال منح التأشيرة، خاصة بالنسبة للقادمين في رحلات نحو الصحراء". ولا تقتصر هذه الانشغالات المرفوعة على الوكالات السياحية الناشطة في القطاع، حيث جدّد مشايخ وأعيان الجنوب الجزائري مطالبهم للحكومة بتنشيط السياحة في مناطقهم، التي تنفرد بمناظر طبيعية خلابة وحسن ضيافة وكرم أهلها، وهما أهم عاملين لاستقطاب السياح الأجانب. في السياق، أفاد إلياس ناصر، وهو أحد أعيان مدينة جانت في قلب الصحراء الكبرى وشيخ الزاوية القادرية، أن "الهاجس الأمني ومخاوف الهجمات الإرهابية، لم تعد عائقًا لتنشيط السياحة في المنطقة". وطمأن بأن "الأجهزة الأمنية المشتركة تقوم بواجباتها على أكمل وجه؛ لتأمين الحدود الجنوبية من التهديدات الإرهابية، والتوغل في الصحراء الكبرى التي تربط كل من مالي وليبيا والنيجر". وعبّر إلياس ناصر عن استيائه من تراجع عدد السياح الأجانب الذين كانوا يتوافدون على الأماكن السياحية، بشكل يسمح بتمويل الخزينة العمومية بالعملة الصعبة، وخلق فرص عمل للشباب البطال. ورفع المتحدث صرخات استغاثة للحكومة قائلا "علاوة عن تنمية المناطق الجنوبية، لا ينقصنا شيء غير رؤية السياح في بلادنا كبقية الدول المجاورة"، داعيًا إلى "فتح المجال أمام الوكالات السياحية لإنعاش القطاع، كأحد البدائل الاقتصادية لتمويل الخزينة العمومية بالعملة الصعبة". وفي وقت سابق، وعد وزير السياحة، عبدالقادر بن مسعود، بتسهيلات في عملية منح التأشيرات لفائدة السياح الأجانب، في إطار تعزيز السياحة الشتوية مع ضمان المرافقة الأمنية؛ من أجل تعزيز السياحة في الجزائر، عقب عودة الأمن والاستقرار للبلاد. وقال الوزير إنّ "الصحراء ستكون محل استقطاب للسياح الأجانب الراغبين في اكتشاف الجزائر، مع اتخاذ كافة التدابير الأمنية لمرافقتهم"، مشيرًا إلى أن الآجال ستكون مدروسة من قبل الهيئات المختصة". وكشف مصدر أمني أن الإجراءات الأمنية شملت مراقبة الطرق والمواقع التي تخترقها الأفواج السياحية والتدقيق في هوية مئات العاملين في المجال السياحي عبر عدة ولايات في الجنوب لمنع تسلل أي شخص تثار الشبهات حوله إلى مواقع يتواجد بها سياح جزائريون أو أجانب خلال عطلة رأس السنة. كما تتضمن هذه التدابير شن عدة عمليات للتدقيق والتحقق في الهوية عبر كل المدن والقرى القريبة من المناطق التي تجذب السياح الجزائريين والأجانب ومنع تنقل مختلف أنواع السيارات في بعض الممرات القريبة من محمية الطاسيلي ومناطق الأهڤار وتغطية أمنية على مدار الساعة لكل المناطق المحددة التي تحتضن سياح جزائريين أو أجانب.