حددت وزارتا الداخلية والسياحة 30 منطقة نائية تقع بولايات أدرار وتمنراست وغرداية وإليزي يسمح للسياح الأجانب بالتواجد فيها للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، تزامنا مع تمسك حوالي 1000 سائح فرنسي وإيطالي وألماني ببرنامجهم السابق لقضاء عطلة رأس السنة في الجنوب الجزائري رغم الوضع الأمني المتوتر في منطقة الساحل. كشف السيد كنون عبد الوهاب، مدير وكالة سياحية من غرداية، بأن وكالات سياحية من إيطاليا وفرنسا وألمانيا، أكدت على مواصلة برنامج عطلة رأس السنة المتفق عليه مع وكالات جزائرية قبل عدة أشهر رغم التدهور الأمني. ويصل عدد الأجانب الذين تمسكوا بحجوزات سابقة في برامج سياحية بأربع ولايات بالجنوب، حسب السيد عبد الوهاب، إلى ألف سائح تقريبا. وأضاف المتحدث إن الوكالات السياحية باتت مجبرة، طبقا للإجراءات الأمنية الجديدة، على التصريح بكل تفاصيل الرحلات السياحية وهوية الأجانب القادمين قبل 15 يوما من موعد الرحلات السياحية والتصريح بأدق التفاصيل حول هوية كل العمال الجزائريين المشتركين في الرحلات السياحية وتحديد نوعية السيارات والطرق التي تسلكها الجولات. وشددت مصالح الأمن والجيش والدرك على إجراءات الأمن في المناطق السياحية في أقصى الجنوب قبل أيام من عطلة رأس السنة، وهي الإجراءات التي دخلت مرحلة التنفيذ منذ عدة أيام. من جهته، كشف مصدر أمني بأن ولاية أدرار وتمنراست وغرداية وإليزي اجتمعوا بمسؤولي الأمن لمراجعة التدابير الأمنية المتخذة خلال الموعد الاحتفالي، وتقرر، يضيف المصدر، أن إجراءات الأمن المتخذة تشمل أيضا المناطق النفطية بولايتي ورفلة والأغواط، حيث شرعت مصالح الأمن خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بطريقة سرية، التدقيق في هوية مئات العاملين في المجال السياحي عبر عدة ولايات بالجنوب لمنع تسلل الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات إلى مواقع يتواجد بها سياح جزائريون أو أجانب. وبدأت مصالح الأمن والدرك في ذات الولايات عملية كبرى لتأمين أعياد رأس السنة والموسم السياحي في الجنوب الذي يتواصل إلى غاية شهر مارس القادم. وكشف مصدر أمني بأن أجهزة الأمن جنّدت أكثر من 5 آلاف فرد من مختلف الأجهزة الأمنية كلفوا بتطبيق إجراءات الأمن الاستثنائية والمتمثلة في التكثيف من عدد الحواجز الأمنية عبر الطرق الرئيسية وزيادة عدد عناصر الجيش المشاركين في هذه الحواجز، وتجنيد المئات من عناصر الأمن بالزي المدني عبر مختلف المواقع السياحية، كما تم الاتفاق على تمديد المخطط الأمني الى الفنادق التي يقيم بها الأجانب. وفرضت وحدات الجيش ومصالح الأمن والدرك طوقا أمنيا غير مسبوق حول 30 منطقة سياحية يتوقع أن يتواجد بها سياح أجانب في 4 ولايات بالجنوب. وحددت وزارة الداخلية الطرق الرئيسية التي يسمح للأفواج السياحية بالمرور عبرها، وتقرر تخصيص مواكبة إضافية من وحدات الدرك الوطني لكل فوج سياحي أجنبي.