ربط الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، تصاعد الهجمات الإرهابية مؤخرا في ولايتي بومرداس وتيزي وزو، بالوضع الأمني المتدهور و غير المستقر في الجارة الشرقية ليبيا. وقال الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، في حصة ''ضيف التحرير'' الإذاعية أمس، ''وجود بؤرة توتر وعدم استقرار سياسي في أي منطقة يتبعه انعدام السيطرة على وجهات السلاح وانطلاقا من التحرك المسيطر لهذا السلاح فإن استغلاله من قبل أطراف مجهولة محتمل جدا''. وعاد بلخادم لدحض ادعاءات المجلس الانتقالي الليبي حول دعم الجزائر لنظام القذافي قائلا ''الجزائر التي قادت ثورة شعبية ودفعت الثمن غاليا لاسترجاع سيادتها، لن تقبل بالتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين كما لن ترضى بتدخل الآخرين في شؤونها''. وشدّد بلخادم على أن ما يحدث في ليبيا شأن داخلي محض ويجب أن يحل بين الليبيين أنفسهم دون أي تدخل أجنبي وبعيدا عن العمل العسكري، مضيفا في هذا الخصوص ''الشعوب حرة وذات سيادة في اختيار حكوماتها والأهم أن تكون هذه القرارات حرة وليس من تحريك أطراف أجنبية والأهم أن يكون الاختيار حرا وبعيدا عن السلاح''. ورحب بلخادم بمجموعة الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في خطابه إلى الأمة يوم الجمعة الماضي، سيما تلك المتعلقة بالتعديل الدستوري، معتبرا أن ذلك يسير بالبلاد نحو إرساء الديمقراطية. وبعد أن أشار بلخادم إلى أن جبهة التحرير الوطني قد طالبت في مناسبات عدة بتعديل الدستور حتى قبل إجراء التعديلات الجزئية الأخيرة، قال ''إن أحسن نظام قد يطبق في الجزائر هو النظام البرلماني، إلا أنه سابق لأوانه كون الظرف الحالي يتطلب نظاما رئاسيا''، مشددا في ذات السياق على ضرورة الحرص بأن لا تؤثر التعديلات على التوازن بين مختلف القوى. أكد المتحدث، أن النظام المتبع في الجزائر لا هو رئاسي ولا هو برلماني مفضلا اعتماد النظام البرلماني الصرف لأنه الأنسب كما يراه للجزائر، ولكنه استدرك بالقول إنه من المبكر التفكير في تطبيقه لأنه يتطلب ثقافة ديمقراطية، كما يتطلب دراسة اجتماعية تدقق وتعكس بما يكفي سلوك الناخب الجزائري والخلفيات التي ترسم توجهاته الانتخابية، حزبية كانت أم قبلية أم أشياء أخرى''. وبخصوص التحالف الرئاسي، الذي يشهد بعض التشنجات جراء التصريحات والتصريحات المضادة بين أويحيى وأبو جرة سلطاني، علّق بلخادم على ذلك بالقول ''إن الأمر يبقى تعبيرا عن رأي حر، لكن التحالف مازال وأطرافه تعمل مع بعضها بشكل عادي''، وأضاف في الإطارنفسه ''التحالف الرئاسي الذي أنشئ لتطبيق برنامج رئيس الجمهورية باق مادام البرنامج باقيا على طاولة الحكومة''. ولم يبدِ المتحدث حماسة بخصوص فتح الإعلام الثقيل أمام الخواص، قائلا ''إن فتحه في الوقت الراهن خطير جدا على الجزائر، لكن الأمر يتطلب بحسبه وضع دفتر شروط محدد جدا وتجنب التزاوج بين المال والسلطة''. وأضاف أن الجزائر مجبرة على فتح الإعلام الثقيل في وجه الخواص إن عاجلا أم آجلا.