بلخادم يرد على عبد الجليل: على من يريد ذكر الجزائر الوضوء أولا أجرى أمين الشؤون العربية باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي الليبية (وزارة الخارجية) عمران أبو كراع أمس، بالجزائر، مباحثات مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل بإقامة جنان الميثاق. وأفاد بيان لوزارة الخارجية، تلقت "الشروق"، نسخة منه، أن المسؤول الليبي، وصل الجزائر مساء الأربعاء، "قادما إليها من تونس"، وسيزور كلك المغرب وموريتانيا"، في إطار جولة مغاربية "من أجل إطلاع مسؤولي هذه الدولة، على التطورات الجارية بليبيا". * وذكر البيان أن المسؤول الليبي عرض التطورات الجارية ببلاده، "منذ بداية الأزمة"، وأن المباحثات "توسعت فيما بعد إلى تبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة للبحث عن حل يقوم على وقف إطلاق النار، وفتح حوار بين الأطراف كافة يلبي التطلعات الشرعية لشعب ليبيا ويضمن سيادته وسلامة أراضيه". وأضاف المصدر ذاته، أنه تم ضمن هذا السياق "التركيز على ورقة الطريق التي وضعها الاتحاد الإفريقي، وعرضت على الطرفين من قبل لجنة عالية المستوى زارت ليبيا الإثنين الفارط". في إشارة إلى وفد الوساطة الإفريقية، المتكون من رؤساء خمس دول إفريقية، الذي زار ليبيا وعرض مقترحات للتوصل إلى حل على طرفي النزاع، ليتلوها بزيارة إلى الجزائر ألأحد الماضي، أين خُص باستقبال الرئيس بوتفليقة. * وكانت الجزائر قد عبرت في عديد المناسبات، عن انشغالها بما يحدث بليبيا، مع التزامها بمبدإ عدم التدخل في شؤون الدول، وأبدت تأييدها لمبادرة وقف إطلاق النار، التي أطلقها الاتحاد الإفريقي، كما أبدت الجزائر اعتراضها على التدخل العسكري الغربي بجارتها الشرقية محذرة من عواقبه، وصرح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بهذا الخصوص، بأن الجزائر "جد" منشغلة ازاء الوضع السائد في ليبيا و هي دوما في الاستماع لكل ما من شأنه أن يعيد الأمن والنظام في هذا البلد. وأضاف أن "الوضع في ليبيا يقلقنا جميعا"، وذلك ربما لأننا جيران له أكثر من الآخرين"، كما لاحظ مدلسي أن الوضع "يتميز بعنف متزايد وأيضا باختفاء مؤسسات هذا البلد بصفة واضحة وتدريجية". * وتتوجس الجزائر مما هو حاصل من انفلات بليبيا، وما يواكبه من انتشار للأسلحة، ومخاوف من وقوعها بأيدي الجماعات الإرهابية النشطة بمنطقة الساحل، الهشة من الناحية الأمنية، سيما مع طول الشريط الحدودي بين البلدين والبالغ قرابة ال1000 كلم. ورغم وقوف الجزائر على الحياد من النزاع في ليبيا، فإنها ما فتئت تتلقى اتهامات بدعم نظام القذافي بمرتزقة للقتال إلى جانب قواته، وهي الاتهامات التي صدرت، على وجه الخصوص، من رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، مقابل نفي قطاعات أخرى من المعارضة المسلحة في ليبيا هذه المزاعم. * وكانت وزارة الخارجية، قد نفت تلك المزاعم بشدة، ومن ذلك ما جاء في بيان للخارجية، وصف تلك الاتهامات ب "الادعاءات الكاذبة". من جانبه رد أمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أول أمس، على اتهامات المجلس الانتقالي في لبيبا بالقول: "من قال هذا الكلام عليه أن يتوضأ قبل ذكر اسم الجزائر". وأنكر بلخادم، على متهمي الجزائر استعانتهم بالحلف الأطلسي في قتالهم نظام القذافي، وقال لدى استضافته في حصة للتلفزيون الجزائري، إن من اتهموا الجزائر بنقل المرتزقة الى ليبيا هم من "استقووا بحلف الناتو على إخوانهم، والجزائر حاربت الحلف الأطلسي كما يؤكد ذلك التاريخ" وذكّر أمين عام "الحزب العتيد"، عبد الجليل بتصريحاته قبل أسبوعيين للإعلام ينفي فيه تورط الجزائر في إرسال المرتزقة، حيث قال آنذاك للشروق بأن الجزائر أكبر من ترسل مرتزقة ليعدل بعدها عن تصريحاته وأضاف عبد العزيز بلخادم "إن خير مثال على رداءة العمل العربي المشترك هو القرار الأخير الصادر عن الجامعة العربية إلى المجلس الأمن من أجل طلب العمل العسكري ضد إخوانهم الليبيين.