تمر عشر سنوات على وفاة الشاب ماسينيسا، لتحتفل ولاية تيزي وزو، بهذه الذكرى، إلا أن الاحتفال هذه السنة كان مختلفا عن السنوات الأخرى، فالداخل إلى الولاية يلاحظ الرايات السود، المكتوب عليها كتابات بالفرنسية، والأمازيغية ''المعمرية''، نسبة إلى مولود معمري، وصورة بالأبيض والأسود لضحايا ''الربيع الأسود''. وما شد انتباهنا غياب شعارات الاحتقان، مثل ''اولاش اسماح أولاش''، حيث أصبحت ذكرى وفاة الشاب ماسينيسا ذكرى للتعاطف والتضامن مع أهل الضحية، والقيام بالعديد من المحاضرات التي تشرف عليها مديرية الثقافة للولاية بدار الثقافة مولود معمري، لتغيب تماما تلك الشعارات التي كانت ترفعها من قبل حركة العروش، بالإضافة إلى تنظيم المسيرات التي كانت تجوب شوارع الولاية، ليتم استغلال هذه الحادثة لأغراض سياسية، فقد دخلت حركة العروش ''سكرات الموت''، على حد تعبير أحد الفاعلين السياسيين في المنطقة، المعارضة السلبية ليست حلا أشار أحد الفاعلين السياسيين في ولاية تيزي وزو، رفض الكشف عن هويته، أن أبناء المنطقة رفضوا سياسة ''المعارضة السلبية''، القائمة على شعارات النفي، مثل ''أنا لست عربيا''،''أنا مسلم''، ''أنا لا أنتمي إلى هذه الثقافة''، التي ما فتئت تحملها حركة العروش، وحزب الأرسيدي، مؤكدا أن غياب مظاهر الاحتفال القديمة بالذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي والربيع الأسود، خاصة المظاهرات والمسيرات، وبعض عمليات التخريب المتعمدة، أكبر دليل على أن حركة العروش وبعض الفعاليات السياسية ''المتطرفة''، فقدت الكثير من بريقها السياسي والحشد الجماهيري، وأن تلك الشعارات والآليات دخلت في مرحلة ''الغيبوبة'' أو ''الموت الإكلينيكي''، لأنها لم تصبح قائمة، وغير قابلة للطرح لدى أغلب فئات المجتمع، التي أبدت رفضها لسياسة ''المعارضة السلبية'' أو النفي، ومحاولة الانسلاخ عن الهوية والوحدة الوطنية، مؤكدا أن المطالب السياسية والثقافية غابت عن الساحة، لتحل محلها مطالب تحسين وجهة الولاية من الناحية الاجتماعية، الاقتصادية والخدماتية .
الإيديو لوجيا تفقد بريقها فقدت التيارات الإيديولوجية في منطقة القبائل، عدة أوراق كانت تستعملها لتحريك الشارع، فقد أكد العديد من الفاعلين في المنطقة أنها شهدت تحولا تاريخيا خلال السنتين الأخيرتين، حيث خفت صوت التيار الإيديولوجي، الذي كان يستعمل أوراق التعريب، الفرانكفونية، الأصول الأمازيغية، الحركة التنصيرية، والعديد من القضايا لتحريك الشارع، على أن هذا الأخير لم يعد يستجيب لمثل هذه الأصوات ''النشاز'' و''الشاذة''، على حد وصف أبناء المنطقة، الذين أكدوا أن تيار الحركة البربرية الساعي إلى محو انتماء الجزائر والشمال الإفريقي للتاريخ العربي والإسلامي، جد قليلة ومتمثلة في بعض المنظمات الطلابية التي تركب المطالب الطلابية للوصول إلى مكاسب سياسية، وهذا في إشارة إلى أتباع تيار ''الماك'' الانفصالي، لصاحبه فرحات مهني، حيث تعمل على التصدي للزوايا والحركة الإصلاحية في الجزائر والمتمثلة في جمعية العلماء والمسلمين، وحتى الأحزاب الإسلامية التي بدأ يتوسع نشاطها مؤخرا، لشق الصف الجزائري ومحاربة العروبة والإسلام، واختلاق ثقافة وهوية بربرية بإحياء اللهجات البربرية غير المكتوبة تيزي ليست استثناء.. المتجول في شوارع الولاية، بكل أحيائها، من المدينةالجديدة، علي حسناوة، وباسطوس، يلاحظ أن تيزي وزو أصبحت ورشة كبيرة، ومدينة تجارية بامتياز، ليؤكد مختلف من تحدثنا إليهم أن الولاية ليست استثناء من المجموعة الوطنية، فهي جزء لا يتجزأ من الجزائر الكبيرة والموحدة، لتغيب تماما العديد من الحساسيات أو الإشاعات التي راجت عن الولاية، لنجد أن أبناء المنطقة لا يملكون أي مشكل مع اللغة العربية، فبمجرد أن يعرفوا أنك من الجزائر العاصمة، يسارعون لإكرامك والترحيب بك، فمشكل الهوية لم يعد عائقا وليس من القضايا المطروحة لدى أغلب الشباب، الذين أصبح همهم الوحيد الاندماج في المشاريع الوطنية التي أطلقتها الحكومة، مثل الاستفادة من محل ضمن مشروع ال100 محل في كل بلدية، الاستفادة من الإجراءات الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء والمتعلقة بالشباب، والقروض البنكية لإنشاء المؤسسات المتوسطة والصغيرة، هذا على المستوى الاقتصادي. أغريب .. أياد تعطل البناء أكدت بعض المصادر المطلعة، أن بلدية أغريب خصص لها مشروع سكني لإنجاز قرابة 55 ألف مسكن، إلا أن أطرافا سياسية نافذة ومحسوبة على حزب الأرسيدي، تسعى جاهدة لعدم تجسيد هذا المشروع الذي من شأنه قلب الطاولة على هذا الحزب، الذي قام بتهديم مسجد أغريب لأغراض سياسية وإيديولوجية. حيث أكد ذات المصدر أن هذه الأطراف تخشى من تغير الوعاء الانتخابي، وخسارتها لرئاسة السلطة المحلية، وهذا على حساب مصالح المواطنين، حيث من المرتقب أن يشغل هذا المشروع عدد كبير من اليد العاملة في المنطقة، ومن شأنه فك العزلة عنها، بالإضافة للعديد من الامتيازات التي ستستفيد منها مستقبلا للعدد الكبير من السكان الذي ستحمله هذه البلدية، إلا أن مثل هذه الأطراف تسعى لمكاسب سياسية على حساب مصلحة المواطن، لأنها على دراية تامة، أن مثل هذا المشروع سيغير تماما الوعاء الانتخابي ما قد يؤدي لا محالة، حسب محدثنا، إلى فقدان هذا الحزب للمكاسب والامتيازات التي كان يستفيد منها طلية مدة زمنية ليست بالقليلة. وضعية أمنية نتاج تحالفات ''قذرة'' وفي حديث جمعنا مع بعض الشخصيات الفاعلة والناشطة في ولاية تيزي وزو، حول الوضعية الأمنية التي تشهدها الولاية، أكدوا لنا أن تقريرا تم كتابته على مستوى السلطات الولاية، تم إرساله على الأرجح إلى وزارة الداخلية والجهات المعنية بالوضعية الأمنية، حيث يشير التقرير إلى أن الوضعية الأمنية التي تعيشها الولاية هي نتيجة لتحالفات بين عدة أطراف، وهم رجال المال والسياسية والمافيا، للحفاظ على هذا الوضع المتردي الذي يخدم هذه الأطراف الثلاثة. أكثر من 265 مليار دينار لرسم وجه جديد لتيزي وزو استفادت ولاية تيزي وزو من ميزانية 4,129 مليار دينار، للخماسي الماضي 2005-,2009 وهو قيد الإتمام، حسب ما أكده المسؤولون على مستوى المجلس الشعبي الولائي، حيث تم استغلال 110 مليار دينار من هذا البرنامج. كما استفادت الولاية من 03,265 مليار دينار، في إطار المخطط الخماسي 2010-,2014 الأمر الذي من شأنه أن يرسم وجها جديدا للولاية. ومن يطلع على برنامج المخطط الخماسي الحالي الذي استفادت منه الولاية، ومجلة المجلس الولائي، العدد الرابع منها، الصادرة في أكتوبر ,2010 ويستمع لعرض الحالة التنموية للولاية، من طرف نائب المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، حديبي سعدي، يلاحظ تناقضا صارخا، حيث أكد المنتخب عن الأرسيدي، في عديد المرات أن الولاية تعاني ضعفا من حيث التنمية الاقتصادية. في حين أن أرقام مجلة المجلس الشعبي الولائي، والمخطط الخماسي المرصود للولاية يكذبان هذه التصريحات، حيث استفادت الولاية من ميزانية إضافية قدرت ب29,1 مليار دينار خلال سنة ,2010 حسب ذات المجلة، في افتتاحيتها الموقعة من طرف رئيس المجلس، محفوظ بلعباس. كما استفادت الولاية من 2100 مليار دينار، في إطار البرنامج التنموي للبلديات ال 67 بالولاية، وهذه الميزانية التي تمثل 8,6% من ميزانية الولاية لسنة .2010 كما استفادت الحركة الجمعوية في ذات الولاية من 24 مليون دينار. هذا واستفادت الجمعيات الرياضية البالغ عددها ,170 من 15 مليون دينار. فيما استفادت الجمعيات الثقافية الناشطة من غلاف مالي قدر ب9 ملايين دينار، الموزعة على 84 جمعية ثقافية. كما تم تخصيص 108 ملايين دينار لقطاع السياحة، الذي سيستفيد من تهيئة 6 مناطق، وإعادة تهيئة محطة ''ثالا غيلف''، وكذا دراسة تقنية ل6 مواقع للتخييم. وفيما يتعلق ب100 محل المعلن عنها من طرف رئيس الجمهورية، قامت الولاية بتوزيع ما يزيد عن 1563 محلا. فيما تم تسلم 1289 محلا، و4088 محلا قيد الإنجاز. كما انطلقت الأشغال نهاية السنة الماضية في بناء 1898 محلا في العديد من البلديات. 8000 مقعد بيداغوجي جديد لجامعة مولود معمري ذكرت مجلة المجلس، أن جامعة مولود معمري، المتكونة من 8 كليات، و25 قسما، عرفت ارتفاعا ب5,7% من الموارد البشرية، بالإضافة إلى استفادتها من 8 آلاف مقعد بيداغوجي، وأزيد من 3500 سرير في ''تامدا''، ما رفع قدرة الاستيعاب إلى 32 ألف سرير. وتعتبر جامعة تيزي وزو، من بين الأحسن عبر التراب الوطني، بمعدل أستاذ واحد لكل 15 طالبا، ما يعني تحسن المستوى ب5 نقاط مقارنة بسنة .2009 265 مليار دينار لرسم الوجه جديد للولاية ويظهر التناقض جليا، بين تصريحات نائب المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، الذي صرح أن البرنامج الخماسي لم ينطلق بعد، حيث لم يتم استغلال أقل من 1 بالمائة من ميزانية هذا الخماسي، وبين مجلة المجلس التي تبين عكس ذلك تماما، مؤكدة أن الولاية استفادت من غلاف مالي يمكنها من ولوج عهد جديد للتنمية الاقتصادية، وأن هناك ''مشاريع هامة في طريق الإنجاز أو ستنطلق قريبا''، حسب ما ورد في الصفحة 19 من المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، العدد الرابع، أكتوبر ,2010 حيث سيستفيد قطاع السكن والتهيئة العمرانية، خلال هذا الخماسي، من ميزانية قدرها 74764 مليون دينار، حيث سيتم إنجاز 12 ألف و500 سكن اجتماعي، 10 آلاف سكن ترقوي، و22 ألف مسكن ريفي، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى و72880 مليون دينار لفائدة قطاع الأشغال العمومية، من خلال إنجاز 38 كلم من روابط الطريق السريع على مستوى الولاية، إنجاز الرابط الثالث من الطريق السريع للجزائر العاصمة، وخصص لقطاع التربية الوطنية 9347 مليون دينار. ومن المرتقب إنجاز 10 ثانويات، 15 مدرسة، 171 قاعة تدريس، 11 قاعة علاج مدرسية• كما سيستفيد قطاع التعليم العالي من حوالي 10 آلاف مقعد بيداغوجي، و5 آلاف سرير، و150 مسكنا من نوع 4 غرف، بميزانية 7315 مليون دينار، وقطاع الصحة من المنتظر أن يستفيد. نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو ل ''البلاد'': تيزي وزو ليست استثناء.. لكن لها خصوصيات يجب احترامها بحلول تاريخ 20 أفريل لهذه السنة، تكون قد مرت ثلاثة عقود على الربيع الأمازيغي، وعقد كامل على ما اصطلح بتسميته ''الربيع الأسود''، ولهذا ارتأت ''البلاد'' فتح ملف منطقة القبائل• ما هي نسبة البطالة في الولاية؟ نسبة البطالة جد مرتفعة في أوساط شباب الولاية، مقدرا نسبتها بين 30 و40 بالمائة، السبب راجع إلى النسيج الاقتصادي والمؤسساتي الضعيف في الولاية، ما أدى إلى هذا الارتفاع الكبير في نسبة البطالة، وأن الإجراءات الأخيرة المتخذة من طرف رئيس الجمهورية في شهر فيفري الماضي، والمتعلقة بدعم تشغيل الشباب ضمن آليات ''الأنساج'' و''الكناك''، من شأنها أن تخفف من نسبة البطالة بين الشباب، خاصة وأن هذه الفئة أبدت استجابة واسعة لهذه الإجراءات، مشيرا إلى أن العراقيل التي ما تزال في وجه الشباب، هي التمويل البنكي الذي يعرف نوعا من التأخر.
هل مشكل الهوية ما يزال مطروحا؟ مشكل الهوية لا يزال قائما ما لم تتم دسترة اللغة الأمازيغية، والاعتراف بها كلغة رسمية، مع ضرورة فتح نقاش وطني حول مكانتها في المنظومة التربوية الوطنية، وكيفية تدريسها، وطرح مشكلة التأطير التي تعاني منه مدارس الولاية. كما أكد أن العديد من التلاميذ والطلبة يتهربون من ساعات تدريس الأمازيغية، لعدم وضوح الرؤية المستقبلية بخصوص هذه اللغة. هذا ونرفض اعتبار مطالب ترسيم الأمازيغية ''جهوية''، فهو مطلب المجموعة الوطنية، خاصة وأن السلطات العمومية أدرجتها ضمن الدستور كلغة وطنية، لا تتجزأ عن مكونات الأمة الجزائرية، وؤكدا أن ''منطقة القبائل لا تمثل استثناء، ولكن لها خصوصياتها التي يجب احترامها''.
ما هو المشكل الحقيقي الذي تعاني منه الولاية؟ المشاكل التي تعاني منها الولاية، في مشكلتين أساسيتين تعيقان التمنية، غياب الأمن، حيث نصبت السلطات الولائية ليزي وزو، عميد شرطة أول جديد، بعد استقالة المسؤول الأمني السابق، لتردي الأوضاع الأمنية بالولاية في الفترة الأخيرة. حيث تم إحصاء ما يقارب 36 عملية اختطاف، ناهيك عن العمليات الإجرامية الأخرى. وفي ذات السياق، اجتمع المجلس الولائي في دورة استثنائية عاجلة لدراسة الوضع الأمني الذي تعرفه الولاية. حيث طالب المجلس الولائي من الداخلية بفتح تحقيق حول الأوضاع الأمنية الخطيرة في الولاية، خاصة عمليات الاختطاف التي تطال أثرياء المنطقة والمقاولين، بالإضافة إلى المسؤولين، حيث شهد مقر إقامة الوالي في الأيام القليلة الماضية، أحداثا خطيرة، حيث قام حوالي 700 شخص بمحاصرة الإقامة، للاحتجاج على إصابة طالب بطعنة داخل الحرم الجامعي لكلية بوخالفة. بالإضافة إلى مشكل العقار.