الحماية المدنية: لسنا مقصرين.. واستعملنا تقنيات معمولا بها دوليا البلاد - حليمة هلالي - لا تزال عملية استخراج جثة الشاب عياش من الجب متواصلة، رغم مرور أزيد من ثمانية أيام على بقائه داخل البئر الارتوازي الذي يتوسط مكان وعر، في ظروف صعبة، بمنطقة أم الشمل، جنوبي المسيلة، ما جعل الشكوك تحوم حول الإمكانيات المتوفرة، وطريقة التعامل مع هذه القضية من قبل المختصين والمسؤولين، الذين وضعوا في حرج أمام المواطنين بعدما تحول الأمر إلى قضية رأي عام. ورفع المواطنون الذين قدموا اليوم، من عدة ولايات، شعار "التضامن" ورفضوا مغادرة أم الشمل بولاية المسيلة أين وقع عياش في البئر، إلا بعد استخراج جثته وإكرامها بالدفن. وردّ أمس، المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية، لدى استضافته ب"قناة البلاد"، على المشككين في قدرات الجهاز، مشيرا إلى أن عملية استخراج جثة الشاب عياش تتطلب تقنيات معمول بها دوليا، وهو ما تم العمل به في المكان، لكن الصعوبات التي أحاطت بالمكان حالت دون استخراج الجثة التي لا تزال عالقة في الأنبوب منذ ثمانية أيام. وأكد المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية، نسيم برناوي، أن الطريقة التي اعتمدتها الحماية المدنية في محاولة إنقاذ عياش محجوبي هي نفسها التي تستعمل في كل الدول، مؤكدا أنه حتى الحماية المدنية الأمريكية تستعمل الآلات نفسها وتستغرق الوقت نفسه. وطرحت قضية عياش العديد من التساؤلات، وأثارت الشكوك والغموض، ما جعل المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، يطلقون إشاعات عن كيفية موته. وأكد المكلف بالإعلام في جهاز الحماية المدنية، أنه "غالبا ما نسجل حالات مماثلة لعياش، غير أن التحقيق الذي سيتم فتحه من قبل الجهات المختصة سيفصل في قضية المرحوم ويكشف عن لغز موته، في انتظار استلام الجثة وتشريحها والتحقيق فيما إن كانت الضحية سقط في حادث عرضي، أم أن الأمر يتعلق بعمل إجرامي، وتم إسقاطه عمدا في هذا البئر الضيق الذي لا يتجاوز قطره 35 سنتم، وعلوه يتجاوز 60 سم، ويضاف إلى هذا أنه مسلح بالخرسانة. عملية صعبة وذكرت مصالح الحماية المدنية لولاية المسيلة أمس، أن عملية انتشال جثة عياش محجوبي، متواصلة. وحسب بيان لها، فإن الرجال يقومون بعمليات الحفر وإخراج وامتصاص المياه بآلة الحفر وأحيانا يدويا. وأضاف البيان، أن العملية جارية إلا أن كثرة الصعوبات وصلابة الأرض وتسرب المياه من الطبقة الجوفية حال دون الوصول إلى مؤخرة الأنبوب الحديدي الذي يعتقد أن جثة الضحية توجد بداخله. جدير بالذكر، أن عملية استخراج جثة عياش واجهت صعوبات كبيرة وتعقيدات أكبر، فيما كسبت هذه القضية تضامنا شعبيا غير مسبوق من داخل وخارج الوطن، وظلت آلات الحفر تعمل ليل ونهارا لاستخراج الجثة. الحماية المدنية: لسنا مقصرين وكانت مصالح الحماية المدنية قد ردّت على المشككين في قدراتها بسبب فشل العمليات الأولى في استخراج الشاب عياش، حيث أكدت للصحافة أن فشل عمليات الإنقاذ لا يرتبط بتقصير أعوان الحماية ولا بمحدودية وسائل الإنقاذ، وإنما بصعوبة مكان البئر الذي علق فيه عياش في عمق أزيد من 27 مترا تحت الأرض، زيادة على ضيق البئر الذي لا يتجاوز قطره ال35 سنتمترا، وهو ما صعب من محاولة إدخال عون الحماية المدنية داخل البئر لانتشال عياش الذي كان عالق اليدين ولا يمكنه مد يديه لانتشاله. وفي السياق، انتقد المكلف بالإعلام في المديرية العامة للحماية المدنية لدى استضافته بقناة "البلاد"، حملة الانتقادات التي طالت أعوانه، مؤكدا على تطوع أحدهم للنزول عموديا لانتشال عياش، وهي المحاولة التي ظهرت أنها مستحيلة بسبب ضيق البئر. أما بخصوص فشل طريقة الحبال اللاصقة، أكد نسيم برناوي، أنها أيضا باءت بالفشل دائما بسبب الوضعية الصعبة التي كان فيها الضحية الذي ظل يتواصل مع أهله وأعوان الحماية المدنية منذ وصولهم يوم الثلاثاء 18 ديسمبر وإلى غاية مساء الأربعاء، حيث بدأ يفقد قدرته على الكلام. ويجدر التذكير، بأن منطقة أم الشمل، شهدت تعزيزات أمنية كبيرة، حيث انتشرت قوات من الدرك الوطني بالقرب من موقع البئر أو الطرق الفرعية وحتى على مستوى محيط منزل الضحية، بعدما تدعمت فرقة الدرك الوطني بالحوامد وبن سرور بعناصر إضافية قدمت من عدة بلديات المسيلة، وهذا تحسبا لاستقبال وفد وزاري أمر بإيفاده إلى هناك الوزير الأول، أحمد أويحيى.