البلاد - آمال ياحي / حمزة.ح - ستباشر وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تعويض الموالين ومربي الماشية عن حالات النفوق والذبح الصحي بسبب وبائي طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية عن طريق الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، بمجرد تنصيب لجان ولائية وبلدية مكلفة بإحصاء المتضررين، في غضون الأسبوع الجاري. وأكد اليوم، رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين، عزاوي جيلالي، في تصريح ل "البلاد"، أنه بالنظر إلى اتساع رقعة الداء وانتشاره في قرابة 27 ولاية مصنفة بين سهبية وشبه سهبية ذات طابع رعوي، قررت وزارة الفلاحة إسناد مهمة التعويض المالي إلى الهيئة المذكورة عوض الصناديق الجهوية للتعاون الفلاحي التي امتنعت عن تقديم تعويضات مالية للموالين والمربين غير المؤمنين لديها، وهو رد فعل طبيعي - يقول المتحدث الذي يعدّ الحالة الوبائية غير العادية التي تشهدها الولايات بأنها تصنف ضمن خانة الكوارث الكبرى، ما يقتضي تدخل هيئات أخرى للدولة من أجل التكفل بالحلول. في السياق نفسه، رحب المصدر بقرار وزارة الفلاحة القاضي بالشروع في تنصيب لجان ولائية مختلطة وأخرى بلدية متفرعة عنها، قصد التحقق من تصريحات الموالين والفلاحين الذين لم تكن اللجان البيطرية حاضرة عندهم وقت نفوق الماشية، وعليه سيطلب من كل موال إحضار 3 شهود لتأكيد تعرض رؤوس الغنم عنده إلى النفوق بسبب وباء الطاعون، وقال إن القضية تبقى مرتبطة بالضمير إن قدم أحدهم تصريحا كاذبا. وبخصوص عملية التلقيح الخاصة بطاعون المجترات الصغيرة، قال عزاوي، إن الوزارة ستسلم الدفعة الأولى في إطار 21 مليون وحدة لقاحية نهاية الأسبوع الجاري، ثم سيشرع البياطرة المسخرين للعملية في تلقيح الماشية، على أن تستغرق العملية قرابة 20 يوما إلى شهر على الأكثر، وهي المدة المطلوبة لمحاصرة الوباء.
نقابة البياطرة تشكو التعب والإرهاق ونقص الإمكانيات من جهته، أبرز المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية للبياطرة، نجيب دحماني، حالة الإرهاق والتعب التي يعيشها بياطرة القطاع العمومي، الذين تم تجنيدهم منذ أسبوع تزامنا مع الانطلاق في تلقيح المواشي ضد الحمى القلاعية، موضحا في اتصال مع "البلاد" مواصلة العمل بهذا الريتم، الذي سيتسارع أكثر مع الشروع في التلقيح ضد وباء طاعون المجترات الصغيرة. وقال في هذا الشأن، إن غالبية البياطرة المسخرين لن يكون بمقدورهم تحمل عبء عملية تلقيح ملايين من رؤوس الغنم في ظرف محدود، وقد يتعرض العديد منهم إلى وعكات صحية بسبب ضغط العمل في مثل هذه الظروف. وكان الأمين العام لوزارة الفلاحة، كمال شادي، قد أعلن في آخر حصيلة للوباء، عن نفوق أزيد من 3300 رأس غنم جراء طاعون المجترات الصغيرة، مؤكدا توزيع الدفعة الأولى من اللقاحات بما يعادل مليون ونصف مليون جرعة على 15 ولاية مسها الداء. في المقابل، كشف المكلف بالإعلام على مستوى الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بسطيف، أن مصالح الصندوق لم تستقبل إلى غاية الآن أي حالة تصريح لمرض المجترّات الصغيرة من قبل الفلاحين المؤّمنين لدى الصندوق والذي أصاب الماشية بعدة ولايات من الوطن، مضيفا أن نسبة التأمين لدى الصندوق من قبل الموالين المرّبين للمواشي ضئيلة مقارنة بالعدد الرسمي للفلاحين بولاية سطيف، وهذا يرجع إلى نقص ثقافة التأمين لدى الفلاحين بصفة عامة والموالين بصفة خاصة، مضيفا أن صغار المواشي لا يمكن تأمينها لدى الصندوق إلا بعد مرور ستة أشهر عن ولادتها، وحالات الوفيات المسجلة إلى حد الآن تخص القطيع الذي يموت مباشرة بعد الولادة. وصرّح المكلف بالإعلام، أن الصندوق قام بتعويض مبالغ مالية كبيرة تقدّر بأكثر من ثمانية ملايين دينار جزائري (800 مليون سنتيم) منذ بداية شهر جوان 2018 إلى غاية 31 ديسمبر من السنة نفسها، تخص مرض الحمى القلاعية الذي انتشر الصيف الماضي بعديد مناطق الولاية، والذي تجنّد له الصندوق بكل إطاراته لمواجهته، موضحا أن هذا المرض الذي أصاب الأبقار مازال إلى حد الآن يتغلغل وسط الفلاحين دون تصريح منهم بسبب الخوف من قرار الذبح الإجباري، موضحا أن أبواب الصندوق مفتوحة للجميع، والصندوق أقرّ إجراءات خاصة في تخفيض أسعار التأمين وبالتقسيط لصالح الفلاحين والمربين، كما باشر حملة تحسيس كبيرة للفلاحين في مختلف البلديات لضرورة التأمين.