البلاد - آمال ياحي - دعا الموالون السلطات الى التدخل السريع لإنقاذ ماشيتهم من الانقراض بعد تفشي طاعون المجترات الصغيرة وانتقال الحمى القلاعية من الإبقار الى قطعان الأغنام في ظل تأخر انطلاق حملة التلقيح. فيما يطالب البياطرة بتطبيق الإجراء الذي اعتمدته دول أخرى واجهت شبح هذين الوبائين، والمتمثل في عملية ذبح كل الماشية المتواجدة في بؤر المرض لأن اللقاح وحده لا فعالية له في القضاء على الوبائين في وقت واحد. ورغم الإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مؤخرا والمتعلقة بإغلاق أسواق المواشي في 12 ولاية ومنع تنقلها الى أي مكان باستثناء المذابح وبترخيص من المصالح البيطرية، إلا أن حالات النفوق مستمرج وقد وصلت الى بضعة آلاف حسب مصادر مطلعة، في وقت تؤكد فيه الوزارة أنها مسيطرة على الوضع وهي بصدد تقديم طلبية للمخابر الأجنبية من أجل تحضير الكميات اللازمة للقاحات المضادة لطاعون المجترات الصغيرة والتي قد تصل في أحسن الأحوال بعد أسبوعين أو ثلاثة. ووفقا لمصادر مسؤولة من النقابة الوطنية للبياطرة فإن الوضع لا يحتمل الانتظار ولا بد من التحرك في أقرب الآجال خاصة أن مرض الطاعون لا يرحم ويؤدي الى النفوق السريع للماشية ولا علاج له، وحتى مع توفر اللقاح يستحيل توفير الكميات المطلوبة لتطعيم ما يقارب 28 مليون رأس غنم في وقت واحد. وبناء على تجارب سابقة فإن اللقاح يقدم دوما بكميات محدودة الأمر الذي لا يتناسب والحالة الوبائية المسجلة عبر الوطن هذه المرة التي تنذر بكارثة إذا لم تسارع السلطات المعنية إلى احتواء الوضع. في سياق متصل أضافت المصادر أن انتقال الحمى القلاعية من الابقار الى الأغنام يقتضى اتخاذ إجراءات جريئة لمواجهة هذا الوباء الذي يؤدي الى نفوق الحيوان أياما بعد إصابته بالمرض وحتى في حال نجاة بعض الماشية المصابة فهي تبقى حاملة للفيروس المعدي مما يجعل القطعان السليمة عرضة له لحظة اختلاط الماشية ما يبين أهمية تعميم قرار إغلاق جميع أسواق الماشية عبر الوطن دون اي استثناء لأن اقتناء كميات اللقاح المطلوب مكلف جدا وحتى إن وجد لن يعطي المفعول المطوب في وقت وجيز ويستمر الوباء في الانتشار. وبهذا الخصوص ترى مصادرنا ضرورة استفادة الجزائر من خبرة الدول التي واجهت وباء الطاعون والحمى القلاعية في الوقت نفسه على غرار بريطانيا وقبلها فرنسا منذ حوالي 15 سنة عندما أقدمت على ذبح جميع الماشية المتواجدة في بؤر المرض وتعويض المربين. وبصرف النظر عن الخسائر التي قد تترتب عن هذا القرار تضيف المصادر فسيتم إنقاذ ملايين من رؤوس الماشية والحفاظ على ما تبقى من الثروة الحيوانية عوض الانتظار إلى أن يقضى الوباء على كل المواشي.