البياطرة يطالبون بإقامة حواجز أمنية لمواجهة الوضع عليوي: "سيتم تعويض جميع الموالين المؤمنين وغير المؤمنين"
البلاد - آمال ياحي - تعيش أسواق الماشية هذه الأيام حالة من الفوضى بسبب لعدم احترام الموالين قرارات ولاة الجمهورية بعدم نقل الماشية في الولاية التي تعرف انتشار وباء الطاعون والحمى القلاعية. فيما دعا البياطرة السلطات المختصة الى وضع حواجز أمنية لمنع خروج القطعان من بؤر المرض تفاديا لكارثة وبائية لن يوقفها اللقاح. وأكد أمس الناطق باسم النقابة الوطنية للبياطرة دحماني نجيب في تصريح ل«البلاد" أن التحكم في الحالة الوبائية التي تشهدها العديد من الولايات عبر الوطن أضحى مهمة صعبة للغاية لعدم التزام العديد من الموالين بالإجراءات الوقائية التي أقرتها وزارة الفلاحة لتجنب انتقال الوبائين الى المواشي في باقي الولايات حيث قام هؤلاء في ظل غياب اي رقابة على تحركاتهم بإنشاء أسواق موازية بعد قرار إغلاق الأسواق الأسبوعية الرسمية متحدين بذلك السلطات المحلية ومعرضين القطعان السليمة الى خطر الإصابة بالطاعون أو الحمى القلاعية. وحسب المتحدث فإن الموالين بهذا التصرف غير الواعي سيتسببون في المزيد من الخسائر لأنفسهم ولباقي المربين وسيعملون على نقل المرض الى بؤر جديد ما يجعل عملية جلب 25 مليون لقاح للقضاء على طاعون المجترات الصغيرة عملية غير مجدية رغم أنها ستكلف الدولة 400 مليون دينار مع العلم أن حملة التلقيح لم تنطلق بعد وستتأخر إلى نهاية الشهر أي الى غاية استلام العدد المطلوب من اللقاحات التي تصنع حاليا في مخابر فرنسية. بالمناسبة تبرأ المصدر من تصريحات ممثلي الموالين الذين أكدوا فيها حصولهم على شهادات بيطرية تثبت سلامة مواشيهم الأمر الذي يفسح لهم المجال إما بيعها بعد نقلها سرا إلى ولايات مجاورة. وتابع قائلا إن هذه الخروقات تستدعي فرض حواجز أمنية لمصالح الأمن لمنع تنقل الماشية باستثناء عند نقلها إلى المذابح، مشيرا إلى أن عملية تقييم للوضع الميداني ستكون محل اجتماع لمكتب النقابة في هذا الأسبوع بعد استلام كافة التقارير الولائية المتعلقة بالوضعية الوبائية تزامنا مع استمرار أخذ العينات بصفة منتظمة على جميع القطعان التي لم يصبها الوباء وتخضع للرقابة البيطرية. من جهته أكد الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، أمس أن السلطات العمومية ستعمل على تعويض المربين الذين نفقت ماشيتهم بسبب الحمى القلاعية أو بسبب طاعون صغار المجترات سواء كانوا مؤمنين أم غير مؤمنين. وقال عليوي "عند حدوث الكوارث الطبيعية تتكفل الدولة بتعويض المربين في حال تسجيل خسائر كبيرة كوفاة كل القطيع، أو إثر الزلازل أو الفيضانات أو الأمراض الفتاكة تكفلا تاما سواء كانت مؤمنة أو غير مؤمنة" وكشف عليوي أن بؤر المرض مست أكثر من 26 ولاية وأضاف "إن كل الإطارات الفلاحية في الجزائر جندت لمؤازرة المربين الذين طال الوباء ماشيتهم ويعملون بالتنسيق سواء كانوا من غرف الفلاحة أو من مديريات الفلاحة أو من ممثليات اتحاد الفلاحين الجزائريين أو فيدرالية الموالين، بالإضافة إلى الجمعيات المهنية الخاصة". وأضاف في هذا الخصوص أن التنسيق جار مع مصالح البيطرة والمصالح البلدية في المناطق المتضررة من الوبائين لإثبات نفوق قطعان الماشية لا سيما في المناطق الحدودية والنائية دون ضرر ولا ضرار، ودعا عليوي إلى "عدم المبالغة في تهويل قضية انتشار الوبائين لأن مجال تربية المواشي طالما عرف آفات متنوعة منها الحمى المالطية للأبقار وأمراض أخرى مست الدواجن، مشيرا إلى كل الجهود الرامية لاحتوائه والتحكم فيه من خلال الحرص على الوقاية من انتشارهما باستعمال مواد التنظيف والأدوية اللازمة ". وقد أثر انتشار وباء الطاعون والحمى القلاعية في المواشي على بورصة اسواق اللحوم الحمراء حيث سجلت أسعار لحوم الغنم والبقر ارتفاعا ملحوظا رغم انخفاض الطلب عليها. وقد انتقلت عدوى ارتفاع الاسعار الى الدواجن نتيجة اقبال المواطنين عليها. ورغم تأكيد وزارة الفلاحة على التحكم في الوضع الوبائي من خلال الإجراءات الوقائية في انتظار وصول اللقاحات، غير أن هذه التطمينات لم تفلح في إقناع المواطن بالوثوق في نوعية اللحوم التي يأكلها، كما أنها فشلت في السيطرة على المضاربين الذين اغتنموا الفرصة لرفع سعر اللحوم الحمراء، حيث شهدت القصبات التهابا في أسعار اللحوم الحمراء لنقص العرض، إذ قفزت أسعار لحوم الغنم إلى 1800 دج. يذكر أن وزارة الفلاحة بشأن الطاعون الذي ضرب المواشي والحمى القلاعية، قدمت تطمينات باحتواء الداء عن طريق التلقيح، وتعهد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي بتقديم تعويضات للموالين الذين تضرروا بسبب إصابة مواشيهم بطاعون المجترات الصغيرة، مؤكدا أنه يجرى تصنيع لقاح الحمى القلاعية في مخابر فرنسية في الوقت الحالي، كاشفا عن إصابة 2000 رأس غنم بالوباء منذ اكتشافه أول مرة، داعيا الموالين الى عدم تهويل الأحداث، وسيتم في ظرف شهر اقتناء كميات كبيرة من لقاح مضاد للوباء، مشددا على ضرورة التزام الموالين بعدم نقل مواشيهم إلى الأسواق خلال هذه الفترة.