أعلن قياديون وإطارات في المركزية النقابية، عن مبادرة لتصحيح أوضاع الاتحاد العام للعمال الجزائريين وإنقاذه على حد تعبيرهم من الغيبوبة التي يعيشها أكبر تنظيم نقابي في الجزائر·وشرح نشطاء الحركة الجديدة في صفوف الاتحاد من خلال وثيقة صدرت بمناسبة عيد العمال بعنوان ''مبادرة لإحداث التغيير في المنظمة النقابية''، تصورهم للعمل الذي هم مقدمون عليه، فوضع المنظمة النقابية حسبهم ''لم يعد يحتمل الانتظار والتحرك صار واجبا على كل نقابي نذر نفسه وكرّس حياته من أجل الاتحاد العام للعمال الجزائريين''·ونفى أصحاب المبادرة وجود أطماع لدى أي منهم في الحصول على مغانم أو مكاسب أو مناصب في هياكل المنظمة·و أرفق دعاة التغيير في بيت سيدي السعيد مطلبهم بتحليل يعرض لوضع النقابة الوحيدة سابقا، ضمن مجموعة من التساؤلات بخصوص إن كان الاتحاد مستقلا عن الإدارة والسلطة؟ وكيف يقبل النقابيون أن تتحول منظمتهم من قوة اقتراح ومبادرة مؤثرة إلى حالة غير مفهومة من الاسترخاء والانبطاح واللاوعي وعدم تقدير المسؤولية، كما ورد في الوثيقة· ووفق تصورهم، فإن الذي يحدث اليوم داخل النقابية المركزية ''لا يشرف أي نقابي حقيقي·· قيادة لا تجتمع منذ المؤتمر وتفتقد لقانون داخلي، ومؤتمر على المقاس وتجديد ثقة ومبايعة لتحمل المسؤولية مدى الحياة''·''إنها أفعال مخجلة أخرجت المنظمة عن الشرعية النقابية والقانونية -يقول أصحاب المبادرة- متهمين القيادة الحالية أو ما أسموها بالزمرة المسيّرة بتحويل المركزية النقابية إلى ملكية خاصة تصل إلى حد التوريث، وهو ما كان ليتحقق -حسب أصحاب المبادرة -لولا نجاح من وصفتهم ب ''العصبة'' في زرع أتباعها في الهياكل ليكونوا مؤيدين ومساندين ومدعمين لأرباب العمل، غالقين الأبواب في وجه الطاقات الشابة مانعين سريان دم جديد في شرايين المنظمة والحال أن يتحول أصحاب الملايير إلى ممثلين للعمال· وتضمنت المبادرة أيضا انتقادات لكيفية تنظيم مؤتمرات والاتحادات الوطنية والولائية وغياب النقد الذاتي وأداء الرجال·وأضاف التصحيحيون في تحليلهم لوضع المركزية النقابية ''حتى في أيام الحزب الواحد وخلال سنوات الجمر كان النقابيون يمارسون هامشا من الديمقراطية في مؤتمراتهم''، وتساءل أصحاب المبادرة عن غياب المنظمة الأولى في الجزائر وتساءلوا هل تحولت المنظمة إلى جمعية خيرية تشارك بقوة في طهو الشربة للمعوزين في رمضان وتخلت عن دورها الاجتماعي بسكوتها وعدم التعبير عن رأيها في أكثر من 2400 حركة احتجاج أغلبها في عالم الشغل في ظرف 3 أشهر فقط·وخلصوا إلى التأكيد أن وضع المنظمة يبين أننا أمام تسيير كارثي لشؤون الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يسبق أن عرفه منذ نشأته في 1956 تنظيميا وسياسيا وثقافيا ومطلبيا وتفاوضيا وتمثيليا، قد يصل الأمر إلى حد الشبهة بعد أن ثبت عجز الهيكل وشلله في مستوى التفكير والتصور والإلمام بمقتضيات وشؤون القيادي من خصائص·وحذر النقابيون من مخاطر التبعات السلبية للوضع على الهيكل القائم حاليا في دار الشعب وقالوا إن الغضب الاجتماعي لو انفجر فسوف يجرف معه ويزيل كل البنايات الوهمية التي لا جذور لها في الأرض·وأكدوا أنه رغم صعوبة المهمة وتوقع مقاومة شرسة من القيادة الحالية فإنهم أبدوا إصرارا على عدم التراجع عما شرعوا فيه بكل الوسائل السلمية حتى يتحقق التغيير وتستفيق المنظمة من غيبوبتها وتعود للقيام بدورها الريادي في المجتمع·وأعلن أصحاب المبادرة عن لقاء قريب لإقرار ما يمكن القيام به من أجل ما أسموه إنقاذ المنظمة وتصحيح مسارها وإعادتها لمنابعها الأصلية، خدمة لمصالح العمال الشرعية والمشروعة والمصالح العليا والحيوية للأمة الجزائرية·