البلاد - زهية رافع - وضعت الخرجة الإعلامية الفاشلة لكل من وزير الأول نور الدين بدوي ورمطان لعمامرة السلطة في مأزق حيث تواجه عجزا في إيجاد مخرج للأزمة على الرغم من الإجراءات والقرارات المتخذة. ولا يبدو أن الدفع بالشخصيات الثلاث إلى الواجهة كافيا لإيجاد مخرج للنظام على الرغم من محاولة السلطة الاستثمار في دبلوماسية الأخضر الإبراهيمي ومكانة بدوي ولعمامرة، الحديث والتصريحات التي قدمها المسؤولون الذين تم اختيارهم في المرحلة القادمة لم تنجح ولو نسبيا في إقناع الشعب الجزائري بالتراجع أو على الأقل منح الوقت لتكريس الوعود التي أطلقها كل من الوزير الأول نور الدين بدوي أو نائبه رمطان لعمامرة أو الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي في إطار خارطة الطريق الجديدة التي أعلن عنها الرئيس. ولا تزال الجزائر تعيش على وقع الحركات الاحتجاجية وزيادة ضغط الشارع على السلطة بعدما فشلت الإجراءات الاستعجالية والقرارات المتخذة في إطفاء غضبه والاستجابة لمطالبه التي ما زال متمسكا بها رافضا تنازلات وقرارات النظام. فالقبضة الحديدية بين الطرفين مستمرة وتشتد جمعة بعد أخرى. فالظهور الإعلامي للوزير نور الدين بدوي في الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس كان عثرة في طريق المرحلة الجديدة التي تراهن فيها السلطة على كسب الشارع والمعارضة وبالتالي ربح معركة الندوة الوطنية الجامعة والدستور الجديد، حيث ظهر بدوي أنه غير ملم بكفل تفاصيل الملفات السياسية والأمنية وتحاشى الحديث عن الإجراءات الأمنية التي ستتخذ في المرحلة القادمة واكتفى بالتأكيد على المرافقة الأمنية. كما رفض استعمال كلمة الشارع منذ بداية الندوة ورفض الإشارة إلى مؤسسة الجيش. وأجمع الإعلاميون والمتابعون على أن خرجة بدوي لم تكن موفقة فكيف لمن عجز عن تقديم إجابات مقنعة للأسرة الإعلامية أن يوفق في قيادة مرحلة حساسة وصفت بأنها تاريخية وغير مسبوقة، وما يعزز هذا الطرح هو المسيرات المليونية أمس والتي تمسك فيها لشعب الجزائري لمطالب رحيل السلطة وليس ترميمها حيث رفع رجال المرحلة الجديدة الذين استجند بهم الرئيس منذ القرارات الأخيرة شعار الدفاع عن الحلول التي اقترحها الرئيس الجزائري حيال هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة منذ وصوله إلى سدة الحكم قبل عقدين وأطلق غزلا للمحتجين طالبا ودهم ومنحه الوقت لتكريس الإصلاحات والجمهورية الجديدة التي يتطلع إليها الشعب الجزائري حيث قال رئيس الوزراء الجديد "أنتم تعلمون أن الوضعية العامة للبلاد حساسة". وأضاف "نحن أمام افتراءات وتجاذبات وأقاويل لا تسمح بأخذ المطالب بعين الاعتبار". وأوضح "يجب التحلي بالرزانة والعمل بهدوء"، مبررا تأجيل الانتخابات الرئاسية الذي اعتبره كثيرون غير قانوني بل غير دستوري، بأنها "إرادة الشعب". وأضاف "لا شيء فوق إرادة الشعب" مدافعا عن الحوار كسبيل للخروج من الأزمة الحالية. وقال "هناك طموحات عبر عنها الشعب الجزائري. أبوابنا مفتوحة للحوار للجميع ليست لنا أية عقدة". وأوضح "يجب أن نتحلى بالحد الأدنى من الثقة بيننا نحن الجزائريين في المرحلة القصيرة القادمة وهي قيم التحاور والاستماع الى بعضنا البعض لكن للشعب الجزائري مطلب رحيل النظام هو شعاره وما دون ذلك أمر مرفوض لدى هذا الأخير ولا يقبل لا تنازلات السلطة ولا حتى التفاوض باعتباره متمسكا بالرحيل كحل للأزمة دون قبول أي مقترحات. ويبدو أن التحدي الكبير للسلطة الآن هو كيفية مواجهة والتعامل مع الشعب الرافض لجميع حلولها.