لافتات ضد شركة "توتال" الفرنسية تصنع الحدث البلاد - حليمة هلالي - خرج اليوم مئات المتظاهرين في مسيرة لاستكمال الحراك الشعبي تزامنا والعيد وتطبيقا لمبدأ "صامدون للحراك مواصلون". فمنذ 22 فيفري الماضي عزم الشعب على تحقيق مطالبه ولهذا خرج امس الى الساحات العمومية وساحة البريد المركزي وساحة أودان وعجت هذه الأخيرة بالمتظاهرين مرددين شعارات تدعو للرحيل الفوري لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح وتدعو لتحقيق مطالب الشعب. يأتى هذا وسط التغافر والتراحم المتزامنة وأيام عيد الفطر المبارك. ودشن الشعب هذه المرة الجمعة رقم 16 مباشرة بعد شهر رمضان الكريم، وهي الجمعة التي يريدها متظاهرو الحراك أن تكون مناسبة للمواصلة بنفس جديد على وقع نكهة العيد، ما يتيح الفرصة لتعزيز نوعية المطالب الرامية إلى محاسبة بقايا رؤوس العصابة، وبالمرة الحفاظ على مكاسب الحراك بمزيد من الدعم والمساندة بغية رسم خارطة الطريق التي تعود بالفائدة على وقع ومستقبل البلاد. يعلق الجزائريون آمالا كبيرة على مستجدات الجمعة 16، والتي ستعرف حلقة جديدة من الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ شهر فيفري المنصرم، وسط إجماع على ضرورة الصمود والتحلي بالنفس الطويل بغية تحقيق المطالب الحقيقية التي دعها إليها الشعب، وفي مقدمة ذلك إحداث قطيعة مع نظام بوتفليقة، والحرص على متابعة ومحاسبة زمرة العصابة التي عاثت فسادا في مختلف الأجهزة والقطاعات، الأمر الذي انعكس سلبا على الوطن والمواطن. وبالفعل حقق الجزائريون الجمعة 16 من المسيرات الشعبية التي بدأت يوم 22 فيفري الماضي، للتعبير عن رفضهم بقاء رموز النظام في مناصبهم وإجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف حكومة نور الدين بدوي رافضين تصريحات بن صالخ رئيس الدولة. ومنذ الساعة العاشرة صباحا من يوم الجمعة خرح المئات من المتظاهرين للتجمع في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة للرد على خطاب عبد القادر بن صالح الذي وجهه للأمة مساء الخميس. وقبل المسيرات قامت قوات الدرك بوضع حواجز أمنية مشددة على الطريق السيار بين البليدةوالجزائر العاصمة على مستوى بوفاريك وبابا علي، وفي الجهة الشرقية أيضا.
إجراءات أمنية مشددة على العاصمة ومداخلها ككل جمعة فرضت السلطات طوقا أمنيا على العاصمة ما تسبب في تعطل حركة المرور عبر مختلف مداخل ولاية الجزائر وكالعادة مثل المسيرات الماضية، يقوم أعوان الشرطة بتنظيم حركة سير السيارات وتطويق مبنى البريد المركزي، كما أغلقت مدخل نفق شارع حسيبة بن بوعلي والطريق المؤدى الى قصر الحكومة. للإشارة فإن مديرية الأمن وضعت مخططا امنيا خاصا بأيام العيد، كما ان مصالح الدرك جهزت تشكيلا أمنيا يخص هذه المناسبة لحماية المواطنين من اي انزلاقات.
وسط التغافر والتراحم هذه هي شعارات الجمعة 16 سبق حراك الجمعة 16 تعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ منذ ليلة امس الاول تداول رواد المواقع الفيسبوك ملصقات تدعو لحراك الجمعة وضرورة التمسك بالوحدة والسلمية. وبحلول الجمعة حمل المتظاهرون، شعارات، تدعو للحفاظ على سلمية الحراك، الى غاية تلبية المطالب المنشودة، كما اكدوا على ضرورة حماية الوطن، ووحدته ورفع المتظاهرون الرايات والأعلام الوطنية ورددوا شعار "البلاد بلادنا ونديرو راينا "وكذا "الشعب الجيش خاوة خاوة". كما لم يستغن المتظاهرون عن شعار جزائر حرة ديمقراطية. ودعا نشطاء التواصل الاجتماعي إلى أن تكون الجمعة 16 من عمر الحراك بعنوان الوحدة، أما آخرون فقد علقوا على ذلك بقولهم: حراك الجمعة 16 ما بعد العيد... اللبسة جديدة والتسلام وحلوة الطابع في كل مكان... هذا مكان. ومن بين الشعارات المتداولة "الوطن أنا وأنت وليس يا أنا يا أنت". كما رفع احد المتظاهرين لافتة مكتوبا عليها "حتى تقنية elvar لا تضمن نزاهة الانتخابات في وجود الباءات فما الفائدة من التمديد؟" وللإشارة فإنه بفضل حنكة ووعي الحراك الشعبي تمكن الشعب من إلغاء الانتخابات المزمع تنظيمها يوم 4 جويلية، كما أنهم لا يزالون مصرين على ذهاب بقايا الباءات في حراك الجمعة 16. وبما أننا في ايام عيد الفطر فقد تداول المتظاهرون "شعار عيدك مبارك يا فخامة الشعب الجزائري". ومن بين اللافتات المرفوعة في الجمعة 16 من الحراك لافتة ضد صفقة شراء شركة توتال الفرنسية مجمع أناداركو الأمريكي الذي يستحوذ على ربع الإنتاج النفطي الجزائري. وانتشرت اللافتات في شارع عسلة حسين بالجزائر الوسطى وشارع حسيبة بن بوعلي. للإشارة فإن الصفقة التى رفضها الشعب تعود لشركة توتال التى تريد شراء حصص أنداراكو لتوسبع وتعزيز مكانتها في انتاج النفط بإفريقيا والجزائر وهذا ما رفضه الشعب كون فرنسا لاتزال تمثل المستعمر القديم الذي يرفض الاعتراف بجرائمه ويريد البقاء لاستغلال ثرواته، ورفع المتظاهرون شعارات مكتوبا عليها "أوقفوا الصفقة" و«توتال تسرق مستقبل الجزائر"، "فرنسا تستولي على صفقة أناداراكو".
توزيع حلويات العيد والتغافر على هامش الحراك ككل مرة من عمر الحراك عاد الجزائريون ليضربوا مثالا في التآخي، فبعد توزيع الطعام وقارورات المياه المعدنية وزعت النسوة امس حلويات العيد على المتظاهرين الذين تغافروا فيما بينهم ليؤكدوا للعالم والنظام أن الشعب واحد لا تفرقه السلطة ولا الفتنة.