البلاد - حليمة هلالي - تعرف مراكز البريد اكتظاظا غير مسبوق وطوابير لا متناهية بسبب الإقبال الكبير للمواطنين على سحب أموالهم عشية عيد الأضحى المبارك، الذي لا تفصلنا عنه سوى بضعة أيام ويسارع أرباب الأسر والمتقاعدون إلى سحب رواتبهم من أجل التوجه لشراء الأضاحي واقتناء ما يلزم تمهيدا للمناسبة الدينية حيث شهدت مختلف نقاط السحب بأغلب ولايات الوطن لاسيما الكبرى، طوابير لامتناهية، المشهد نفسه عرفته آلات السحب الإلكتروني. وما زاد الطين بلة تعطل البعض منها بسبب الانقطاعات الكهربائية تارة والخلل التقني تارة أخرى. يتكرر المشهد مثل كل مناسبة وتتجدد معه معاناة المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم من هذا الوضع ومن نفاد السيولة وتعطل أجهزة السحب الآلي أو الشبكة، دون أن تجد الجهات المعنية الحل وتخلصهم من هذه الطوابير اللامتناهية والعوائق التي يواجهونها في كل مرة. في العاصمة، وجد مرتادو مراكز البريد، هذه الأيام، لاسيما منها الواقعة بوسط المدينة، صعوبة كبيرة في سحب رواتبهم ومختلف المنح أو المدخرات، بسبب الطوابير الطويلة التي يقضون فيها ساعات، مشيرين إلى أنهم ملوا هذه الوضعية التي تتكرر في كل مناسبة. وحسب أحد المواطنين بمدينة الرغاية الذي توجه صباحا لمراكز البريد أكد أنه اضطر للقدوم في الصباح الباكر من أجل استخراج راتبه لشراء كبش العيد وكذا بعض المستلزمات لهذه المناسبة، لكنه تفاجأ بالعدد الكبير للمواطنين الذين شكلوا طابورا أمام المدخل قبل أن يفتح المركز أبوابه، ليجد نفسه مجبرا على الانتظار خلف هؤلاء لساعات قبل أن يحين دوره. أما في وسط العاصمة على غرار بمركز البريد بحسيبة بن بوعلي وفي ميسوني فقد بدت عمليات سحب الأموال عادية في البنوك غير أن الأمر يختلف في مراكز بريد الجزائر التي عرفت هي الأخرى إنزالا من طرف المواطنين لسحب أموالهم لاسيما الذين يتوجهون نحو ولايتهم لقضاء عطلة العيد مع أقاربهم. ويسارع أغلب الموظفين إلى سحب ما لديهم من اموال مدخرة قبل يوم الخميس لاسيما أن هذا اليوم سيعرف عملية صب الرواتب الذي سيعقد العملية بمختلف المراكز البريدية كون هذه الايام تتلوها العطلة الأسبوعية وبعدها يومي العيد مباشرة. وتجدد سيناريو الطوابير والمناوشات الكلامية بمراكز البريد لاسيما بالعاصمة والمؤسسات البنكية عشية عيد الاضحى المبارك حيث شهدت هذه الأخيرة طوابير واكتظاظا من طرف الزبائن بغرض سحب أموالهم من الحسابات والتي تزامنت مع موعد صب أجور بعض موظفي قطاع الوظيف العمومي وحتى المتقاعدين من أجل تمكينهم من سحب أموالهم بغرض قضاء حاجاتهم واقتناء مستلزمات العيد خاصة أمام ارتفاع أسعار الأضاحي التي تعدت راتب الأسر البسيطة، إذ قدر سعر الأضحية بين 35و80 الف دج وهذا ما جعل العائلات توفر على نفسها المدخرات وتسحبها قبيل هذه المناسبة الدينة بشراء أضحية لإحياء السنة النبوية والتقرب من الله عز وجل غير أن فرحة العيد لا تكتمل بسبب المظاهر المتجددة كل سنة أمام مراكز البريد وحتى البنوك والآلات المخصصة للسحب الإلكتروني، وأمام تماطل الأعوان والاحتجاج بأن الشبكة معطلة و انقطاع التيار الكهربائي او الإنترنت وعدم صبر بعض المواطنين أحدث مناوشات كلامية بينهم أثناء تواجدهم بالطوابير لعدة ساعات في انتظار القيام بإجراءات سحب رواتبهم إلى جانب توافد أصحاب الحسابات من أجل سحب أموالهم المدخرة على مستوى البريد والبنوك من أجل توفير السيولة بغرض اقتناء حاجياتهم من مستلزمات العيد.