قال رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، إن السلطة فقدت البوصلة فهي لا تعرف كيف تتعامل مع المبادرات المطروحة، وحتى تطبيق الخطوات المعلن عنها، واصفا إياها بأن انطلاقتها تكون جيدة ومقنعة إلا أنه مع التطبيق يتم الاتجاه نحو إفسادها، على غرار لجنة الحوار عبر إدراج أسماء لا يرضى عنها عموم المواطنين. وأوضح جيلالي سفيان، الذي حل ضيفا على جريدة "الوسط"، أن السلطة كان بإمكانها اعتماد خارطة الطريق التي خرجت بها المعارضة في لقائها الأخير، من خلال تعيين شخصيات في لجنة الحوار "تكون مقبولة" من عموم الجزائريين، يكون دورها جمع المقترحات كلها والاتجاه نحو حوصلة شاملة تنتهي للتفاوض. ويرى المتحدث أن التعثر سيكون مصير أي جهود، آخرها لجنة الحوار، التي تعثرت "بحكم عدم خضوع السلطة لإجراءات التهدئة اللازمة" التي من شأنها كسب الرأي العام في غالبيته "بدل أسلوب التعصب الذي من شأنها إغراق المرحلة في تجاذبات بين طرفين". وفي هذا السياق، يرى جيلالي سفيان أن الطرفين اللذين يقصدهما، الأول طرف يدعم كل قرارات وتصريحات المؤسسة العسكرية ويتبناها من باب أن المؤسسة العسكرية حمت الحراك من العصابة ثم فتحت عدة ملفات فساد، والطرف الثاني المتخوف من هيمنتها ومن العودة لإحياء أو تجديد النظام وهو ما قال إنه "يدفعه للتخوف من حالة الاصطدام"، في حين أن "الحل الأوحد يكمن في التأسيس للشرعية وانتخاب رئيس شرعي للبلاد تتبعه خطوات تنظيم انتخابات تشريعية ثم تشكيل حكومة أغلبية وفتح ملف تسيير البلاد وملف الدستور عبر الاستفتاء لاحقا تليها انتخابات محلية"، قائلا إن التوليفة التي من شأنها أن تخلق تغييرا جذريا عقب ما لا يقل على عهدة وتحقق تغييرا في الطبقة السياسية. وبخصوص العصيان المدني، فقال جيلالي سفيان إنه مفهوم غامض، رغم اعتباره أن حراك 22 فبراير "نوع من أنواع العصيان المدني" لأنه تحدى منع التظاهر بالعاصمة. كما اعتبر المتحدث أنه من الضروري أن يستمر الحراك الشعبي السلمي لضمان استمرار الرقابة الشعبية وافتكاك المطالب، غير أنه اشترط استمرار السلمية فلا يهدد المجتمع وحياته العامة بشكل يجعل المواطنين ينفضون من حوله، ملخصا رأيه في العصيان بأنه "سيف ذو حدين".