إنقاذ 5 شباب من الموت غرقا بتنس والعثور على جثة آخر البلاد - ص.لمين - عاد نشاط قوارب الموت إلى الواجهة، ومن خلالها ظاهرة "الحرڤة" إلى ما وراء البحار، والتي صنعت الحدث هذه الأيام، حيث تحدثت تقارير أمنية عن تسجيل وفيات ومفقودين في عديد الشواطئ التي عرفت هجرة جماعية لشباب وكهول وحتى أطفال ونساء بحثا عن "جنة" موعودة في دول حوض المتوسط، لكن هذا الوهم سرعان ما ينتهي إلى التيهان في عرض البحر والموت جوعا أو الغرق، وهو ما أكدته الأرقام المسجلة حاليا، والتي تحدثت عن انتشال العديد من الضحايا، كان آخرها على مستوى شاطئ تنس بالشلف، حيث تم انتشال جثة حراڤ وإجلاء 05 آخرين، إضافة إلى حوادث أخرى انتهت بفقدان العديد من الحراڤة وسط البحار وانتشال جثث آخرين. هذا زيادة على لفظ الأمواج لجثث شباب بين الفينة والأخرى، وهو ما يؤكد عودة نشاط شبكات "الحرڤة"، والتي منها من تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لاصطياد الشباب وتهجيرهم بطريقة غير شرعية مقابل مبالغ مالية معتبرة تصل في أحيان عدة إلى حدود 30 مليون للفرد الواحد، الأمر الذي جعل المصالح الأمنية المختصة تتابع هذه الصفحات وتفتح بشأنها تحقيقات أمنية معمقة من أجل الوصول إلى أصحابها وتوقيف نشاطهم مثلما حدث بولاية مستغانم، حيث كانت مصالح الدرك الوطني قد أطاحت بشبكة مكونة من شخصين يبلغان من العمر 31 و33 سنة، مختصة في تدابير الهجرة غير الشرعية انطلاقا من الساحل الغربي لولاية مستغانم نحو دولة إسبانيا. المصالح ذاتها، وبناء على معلومات مؤكدة، قامت بتوقيف نشاط هذه الشبكة، وبالتالي إفشال الهجرة السرية التي كانت مبرمجة. من جهة أخرى، تدخل عناصر حرس السواحل بشرشال/ن.ع1، خلال عملية بحث وإنقاذ لمهاجرين غير شرعيين على بعد (37) ميلا بحريا شمال تنس/ن.ع1، حيث تم إجلاء (05) أشخاص وانتشال جثة (01). وفي هذا السياق، تم إحباط محاولات هجرة غير شرعية ل(116) شخصا، كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع من قبل حرس السواحل وعناصر الدرك الوطني، بكل من وهرانومستغانم/ن.ع2، والشلف/ن.ع1، فيما تم توقيف (06) مهاجرين غير شرعيين من جنسيات مختلفة بتلمسان والطارف. هذا، ورفع حرس السواحل، خلال هذه الأيام، من وتيرة مراقبة السواحل الجزائرية، بناء على تحذيرات أمنية سابقة، والتي أكدت وجود خطط محكمة ومدروسة من قبل شبكات "الحرڤة" الناشطة على مستوى السواحل. وتشير المعطيات المتوفرة ل "البلاد"، إلى أن المصالح المختصة، وفي محاولة لقطع أي محاولات تسلل نحو دول الحوض المتوسط، رفعت من مستوى المراقبة خاصة المنافذ المعروفة، إلا أن ذلك لم يمنع من تسلل العديد من الأفراد وتنفيذ مخططهم، ليتطور الوضع إلى خوض هذه التجربة والمغامرة حتى من قبل عائلات بأكملها، وهو الوضع الذي ينذر بكارثة حقيقية، خاصة وأن غالبية هذه "المخططات" تنتهي إلى المجهول والكارثة والضياع وفقدان شباب في عرض البحر كانوا يطاردون الوهم، لينتهي بهم المطاف إلى المجهول والموت غرقا.