كشف والي وهران مولود شريفي، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية في وهران، أول أمس، عن أنه تم إلى غاية يوم الخميس المنصرم، انتشال جثث ثمانية أشخاص من الغرقى الذين فقدوا في البحر منذ 18 ديسمبر، من أصل ال20 مفقودا، غرق بهم قارب هجرة غير شرعية، في وقت تم إنقاذ تسعة أشخاص لا يزال بعضهم يتلقون العلاج. أعلن الوالي عن أنه وفي إطار محاربة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، تم تفكيك خمس شبكات من طرف مصالح الدرك الوطني والشرطة في الآونة الأخيرة، موضحا أنه ستتخذ كافة الإجراءات والتدابير للحد من الظاهرة والقبض على تجار الموت، حسب وصف الوالي الذي أكد أنهم يستغلون أحلام الشباب للمتاجرة بحياتهم وتعريضهم لخطر الموت غرقا. دعا شريفي المواطنين إلى المساهمة في القضاء على الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري بالقول؛ "نريد إجماعا عاما لرفض الظاهرة ومحاربة الشبكات". حسب والي وهران، فإن عملية البحث عن المفقودين انطلقت منذ أول يوم من حادثة انفجار القارب الذي كان يقل 29 شخصا، حسب تصريحات الناجين، ودعما لجهود البحث، تم إثرها إنشاء خلية أزمة ولجنة متابعة وسهر، رافقتها مجموعة إجراءات بقرار من الحكومة وتدخل مباشر من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، وأكد الوالي بأن مجهودات البحث كللت بانتشال ثمانية غرقى تم التعرف عليهم وتسليمهم لذويهم. كما ضمت اللجنة أخصائيين نفسانيين يسهرون على متابعة العائلات التي فقدت أبناءها، ونوه مولود شريفي بالمناسبة، بالمجهودات المبذولة من طرف مصالح الحماية المدنية وحرس السواحل والأسلاك الأمنية، من درك وشرطة، الذين يساهمون ضمن اللجنة. قدم مولود شريفي بالمناسبة، تعازي الحكومة لعائلات المفقودين، مؤكدا حرص الدولة على متابعة الملف وعمليات البحث إلى غاية العثور على كل المفقودين وتسليمهم لذويهم، ونوه شريفي بالاستجابة الواسعة للجمعيات المختصة في مجال الغطس، التي تساهم هي الأخرى في عمليات البحث عن المفقودين رفقة عناصر الحماية المدنية، التي جندت 40 غطاسا قدموا من مختلف ولايات الوطن، دعموا بتجهيزات متطورة من المديرية العامة للحماية المدنية وبعناصر مختصين من ولايات أخرى، للرفع من قدرات البحث والتتبع التي تم إطلاقها عبر كامل السواحل الغربية للبلاد، مدعمة ب15 سيارة اتصال و20 زورقا نصف صلب و10 زوارق مطاطية. أكد مولود شريفي من جهته، أن العملية تتم ضمن منهجية مدروسة وتتبع خاص، مضيفا أنه وُضع رقم أخضر في خدمة المواطنين للتبليغ عن أية معلومات بخصوص الضحايا وعمليات البحث والمساهمة في العملية. كرونولوجيا المأساة كشفت المديرية الولائية للحماية المدنية لولاية وهران، من خلال بيان لها، عن أن عمليات البحث انطلقت منذ أول يوم لحادثة انفجار القارب وغرقه في تاريخ 18 ديسمبر 2018، حيث تلقت مصالح الحماية المدنية بلاغا عن فقدان 20 شخصا في عرض البحر، وتمكنت باخرة تجارية تحمل العلم الليبيري من إنقاذ تسعة أشخاص حُوّلوا لتلقي العلاج بمستشفى مدينة تنس في ولاية الشلف، حيث شُروع في عملية البحث بالتنسيق مع حرس السواحل بإرسال عشرة غطاسين مدعمين بثلاثة قوارب نصف صلبة للقيام بعمليات المسح، ليتم في اليوم الموالي طلب إمدادات من الولايات المجاورة، حيث تم دعم فرق الغطاسين من خمس ولايات، وهو ما مكن من العثور على جثة امرأة تبلغ من العمر 44 سنة، وطفلة عمرها 8 سنوات، لتتواصل عمليات البحث التي مكنت من انتشال جثة رجل 37 سنة، وجثة امرأة 26 سنة. وفي تاريخ 26 ديسمبر، شكل والي ولاية وهران خلية أزمة ولجنة متابعة للرفع من قدرات البحث، ويتم يوم 28 ديسمبر انتشال جثة شخص عمره 30 سنة في جزيرة "بالوما" بوهران، في وقت مكنت عمليات البحث من انتشال ثلاث جثث بسواحل مدينة تنس في ولاية الشلف لضحايا تتراوح أعمارهم بين 18، 21 و22 سنة، تم التعرف على هويتهم ويقطنون في بلدية بئر الجير، ولاية وهران، حيث تم تسليم جميع الجثث لذويها. ناجيان من الغرق رهن الحبس في المقابل، فتحت مصالح الدرك الوطني في ولاية الشلف، تحقيقا جنائيا بأمر من وكيل الجمهورية على خلفية القضية، وقد تم الاستماع لشخصين كانا من بين الناجين من مأساة غرق القارب، وتمت إحالتهما على قاضي التحقيق بمحكمة تنس، الذي أمر بإيداعهما الحبس المؤقت وتوجيه تهم تسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية ومحاولة الهجرة السرية، في وقت علم من مصادر أمنية في ولاية وهران، بأن تحقيقات موازية فتحت في ولاية وهران، لتوقيف متورطين محتملين في القضية، انطلاقا من شهادات الناجين. من جانبه، كشف مدير الحماية المدنية لولاية وهران، العقيد محمودي أحمد، في تصريح ل«المساء"، عن أن عملية البحث ستتسع نحو كامل سواحل شمال البلاد، بالتنسيق مع مختلف مصالح الحماية المدنية، قصد تحديد هوية الجثث التي قد تقذف بها أمواج البحر خلال الأيام المقبلة. صيادون يعثرون على جثة امرأة انتشلت مساء يوم الخميس الماضي، مصالح الحماية المدنية لولاية وهران، جثة امرأة في العشرينات من عمرها، كانت تطفو فوق سطح البحر على بعد عدة أميال بحرية من ساحل كريشتل ببلدية قديل. حسب المعلومات، فإن الجثة عثر عليها صيادون كانوا في رحلة صيد بالمنطقة، حيث تم تبليغ مصالح الدرك الوطني، والتي أبلغت بدورها مصالح الحماية المدنية، وقد تم تحويل الجثة إلى مستشفى "الفاتح نوفمبر"، في انتظار تحديد هوية الضحية التي قد تكون ضمن مفقودي البحر ال12 المتبقين من مجموعة الحرقة، الذين فقدوا في عرض البحر منذ يوم الخميس 18 ديسمبر الجاري، حيث لا يزال البحث جار عنهم.