اجتماع مرتقب للجنة المركزية لتحديد موقفها من الرئاسيات البلاد - زهية رافع - ينتظر أن يحسم حزب جبهة التحرير الوطني، بقيادته الجديدة، في موقفه من الرئاسيات القادمة، بعدما فرضت عليه الأزمة الداخلية والمعطيات الحالية عدم الدفع إلى حد الساعة بمرشح من داخل الحزب، لكن كل الخيارات تبقى مطروحة، حسب المكلف بالإعلام في الأفلان، محمد عماري. يعيش حزب جبهة التحرير الوطني، ولأول مرة في تاريخه السياسي، حالة تخبط من الرئاسيات القادمة لم يسبق لها مثيل، فرغم انطلاق قطار الرئاسيات بترشح 80 متنافسا، ما يزال الأفلان لم يحسم بعد في موقفه من هذه الانتخابات، فرغم أن قواعد اللعبة السياسية قد تغيرت، إلا أنه لاشك أن حزب الأغلبية والقوة السياسية الأولى سيكون خارج إطارها، لاسيما وأن قائمة مرشحي الرئاسة حتى الآن على الأقل، لا تكاد تخلو من الأسماء التي لم تمر عبر حزب جبهة التحرير الوطني المطلوب إيداعه في المتحف، عندما نتحدث عن قائمة المرشحين المفترضين، نتحدث هنا عن شخصيات لديها قدرة على خوض انتخابات رئاسية معقدة وصعبة بعد حراك شعبي، والقائمة تضم 3 أسماء ثقيلة من حزب جبهة التحرير حاليا وفي السابق، بن فليس، بلخادم وعبد المجيد تبون. ورغم النكسة التي تعرض لها الحزب على يد قادته السابقين، وما تبعه من هزات ارتدادية زادت من تأزم وضع الحزب العتيد، الذي يواجه أزمة منذ سقوط مشروع العهدة الخامسة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يرأس أيضا حزب جبهة التحرير الوطني، إلا أن الأفلان الذي يواجه حملة الإحالة على المتحف، يرفض أن يكون في المؤخرة ويغيب عن المشهد السياسي، خاصة بعد أن نجح في لملمة الفراغ الذي تركه إحالة أمينه العام المنتخب منذ أشهر محمد جميعي على الحبس، وذلك بتعيين عضو المكتب السياسي، محمد صديقي، أمينا عاما جديدا خلفا له من أجل تجاوز حالة الانسداد واستدراك ما يمكن استدراكه في المشهد السياسي الذي لا يعترف بالتراجع، لاسيما أن غريمه الأردني يتجه نحو اختيار مرشحه في الرئاسيات القادمة. ويعترف الناطق الرسمي في الأفلان، محمد عماري، بأن الحزب في عين الإعصار بالنظر للتركة التي يتحملها الحزب بسبب القيادات السابقة، والسخط الذي يتحمله من الحراك الشعبي نتيجة لسوء تسييرهم، غير أن هذا الأخير لا يمكن أن يكون خارج اللعبة السياسية والانتخابات القادمة، ويتوقع أن يعود بقوة لمواكبة هذا الاستحقاق بعد التخلص من الصفحة السوداء التي رسمتها القيادات المتعاقبة، خاصة فترة ولد عباس، حيث يحضّر الحزب لعقد دورة للجنة المركزية المخولة قانونا للفصل في موقف الحزب من الرئيس القادم. وأكد عماري، في اتصال هاتفي، بأن كل الخيارات مطروحة، وأن الحزب اليوم تخلص من بصمة القيادات السابقة التي أوصلته إلى هذا الوضع، ويدخل بصفحة جديدة تمثلها الوجوه الجديدة، مؤكدا أن الحزب قد يقرر دخول الانتخابات بمرشحه، كما قد يتخذ قرار دعم أحد الأسماء المحسوبة على جبهة التحرير الوطني، وهو الخيار الأقرب على الرغم من أن تبون رفض الترشح تحت عباءة الأفلان. وينتظر أن يحدد الحزب بشكل رسمي، موقفه من رئاسيات ديسمبر الأسابيع القليلة القادمة.