البلاد - آمال ياحي - أعلنت وزارة الصحة والسكان عن تدابير جديدة للتكفل بمرضى السرطان حيث أمر الوزير بتعيين مدير الصحة والسكان "كآمر بالصرف" ثانوي للصندوق الوطني لمكافحة السرطان مما سيسمح بتبسيط الإجراءات في استغلال أموال هذا الصندوق الذي لم يستهلك منه إلا 3 بالمئة منذ استحداثه، في وقت سجل فيه ارتفاع مخيف لعدد الإصابات بالسرطان تستدعي ميزانية ضخمة للتكفل بها. وجاء هذا القرار بعد الموافقة على الاقتراح الذي تقدم به القطاع لوزارة المالية فيما يخص تعديل مدونة نفقات حساب التخصيص الخاص رقم 302138 المعني "بصندوق مكافحة السرطان" على خلفية نتائج التقرير الأخير للشبكة الوطنية لسجلات السرطان والتي أوصت بضرورة مضاعفة الجهود لوقف "زحف" السرطان الذي اضحى يشبه المرض المعدي بالنظر الى تزايد حالات الإصابة بكل انواع السرطان الى 43 الف حالة جديدة سنويا، بينما تؤكد الإحصائيات أن السرطان يقتل أزيد من 25 الف شخص سنويا. هذه الوضعية "المقلقة" جعلت الوزارة الوصية تتبنى استراتيجية جديدة لضمان حسن التكفل بمرضى السرطان بالنظر الى التكاليف الباهضة للعلاج الكميائي والعلاج بالاشعة فضلا عن حملات الكشف المبكر وبرامج الوقاية التي اطلقتها الوزارة للتحسيس باهمية الخضوع للفحوصات الضرورية لأن الاكتشاف المتأخر للمرض لا يترك أي فرصة أمام الأطباء لإنقاذ حياة المريض. يذكر أن الصندوق الوطني لمكافحة السرطان تم استحداثه في سنة 2014 بقيمة 30 مليار سنتيم وترتفع هذه القيمة من سنة لأخرى بفعل الضريبة التي يفرضها قانون المالية كل سنة على التبغ والمشروبات الغازية السكرية والكحول. وحسب المكلف بمتابعة وتقييم المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015/ 2019 الأستاذ مسعود زيتوني فإن هذا الصندوق الذي رافق المخطط "لم يتم استخدامه إلا بنسبة 3 بالمائة" مرجعا ذلك الى "عدم دعم الصندوق بنصوص قانونية تسمح باستغلال أمواله لفائدة المصابين". يذكر أن إيرادات الصندوق المخصص لمكافحة السرطان حسب ما ذكر به وزير الصحة قد بلغت الى غاية سبتمبر 2019 أزيد من 41 مليار سنتيم. ويقدر المبلغ الإجمالي للبرامج التي تم إعدادها من طرف مصالح الإدارة المركزية بعنوان 2019/ 2020 أزيد من 3 ملايير سنتيم". وكان رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام، الأستاذ كمال بوزيد، قد دعا مؤخرا وزارة الصحة الى رد "عاجل" من السلطات العمومية بخصوص صيانة أجهزة الأشعة لمراكز مكافحة السرطان ال20 الموزعة عبر التراب الوطني، مشيرا إلى الآجال الطويلة التي قد تصل الى ستة أشهر من أجل إصلاح الأجهزة المعطلة. وتطرق البروفيسور كمال بوزيد إلى إشكالية صيانة أجهزة الأشعة للمراكز الخاصة بمكافحة السرطان، موضحا أن عملية الإصلاح مثلما هو الشأن لمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري بالعاصمة تأخذ فترة طويلة في حين أن في القطاع الخاص القطعة الضرورية لتشغيل جهاز معطل تحمل في "الحقائب".. من جهتها كشفت وزارة الصحة والسكان خلال ملتقى نظمته منذ أيام عن أرقام مرعبة فيما يتعلق بتطور أمراض السرطان في الجزائر خلال السنوات الاخيرة فيما يتوقع الخبراء استحالة تكفل الدولة بهذا العدد المتزايد في آفاق 2030. للإشارة فقد فاق عدد حالات السرطان التي تسجل سنويا بالجزائر 44 ألف حالة جديدة وذلك استنادا إلى السجلات الوطنية للسرطان لسنة 2017 ويعتبر سرطان القولون والمستقيم والرئة والمثانة والبروستات من بين أكثر أنواع السرطان انتشارا لدى الرجل وسرطان الثدي والقولون والمستقيم وعنق الرحم والجهاز الهضمي من بين أكثر أنواع السرطان انتشارا لدى النساء.