البلاد - حليمة هلالي - كشف اليوم رئيس فيدرالية وكالات السياحية إلياس سنوسي أن غياب الفراغ القانوني وإستراتيجية تدفع بالقطاع السياحي نحو الأفق جعل أغلب الوكالة السياحية تعرف ركودا وتراجعا في رقم أعمالها بنسب بلغت 50 إلى 80 بالمائة من هذه السنة، وأكد المتحدث أن ما زاد الطين بلة هو حالة التذبذب التي تعرفها البلاد وبقاء تصريحات المسؤولين في الإدراج فلا تسهيلات للسياح الأجانب ولا تخفيضات في تذاكر السفر ولا رقابة على الوكالات التي تنشط في الميدان. وصرح إلياس سنوسي رئيس فيدرالية الوكلات السياحية في حديثه إلى "البلاد" أن هناك تراجعا في رقم أعمال الوكالات السياحية إلى 80 بالمائة خلال سنة 2019 وإلى غاية هذا الشهر، مهددا بالإغلاق وتسريح عماله. وأرجع سنوسي سبب تراجع عمل الوكالات السياحية إلى الركود الذي يعرفه القطاع والمشاكل التي لا تزال عالقة منذ أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن التصريحات بخصوص منح التأشيرة للأجانب لا تزال تعرف انخفاضا محسوسا ما أثر على إقبال الأجانب الى الجزائر، بالإضافة الى الترويج للوجهة الجزائرية عن طريق السفراء والمندوبين بالخارج تبقى ضعيفة لتضاف إليها الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد مؤخرا، والتي زادت حدتها بعد حراك 22 فيفري كانت لها عواقب وخيمة على أصحاب الوكالات السياحية الذين أعلنوا إفلاسهم، نفس الشيء بالنسبة لباقي الوكالات التي تراجع رقم أعمالها في ال9 أشهر الماضية بنسبة 70 إلى 80 بالمائة. وحسب سنوسي فإن تسجيل تراجع في عدد المقبلين على الوكالات بعزوف الجزائريين عن السياحة والسفر بما في ذلك السياحة الدينية التي انخفضت هي الأخرى بنسبة 50 بالمائة، وهو الأمر الذي تسبب في إفلاس الوكالات "الفتية" التي عجزت عن دفع تكاليف الكراء وأجور المستخدمين. وحسب إلياس سنوسي فإن الأسباب الرئيسية المختبئة وراء هذه الظاهرة غير المسبوقة، نتيجة "حالة التخوف لدى المواطن نظرا لعدم استقرار الوضع السياسي في البلاد، وظهور ما يعرف بالمشاريع السكنية بمختلف صياغها وهو ما جعل الزبون الجزائري يتنازل عن الكماليات على حساب الضروريات، فضلا عن مسألة تراجع القدرة الشرائية وتدني قيمة الدينار مقارنة بالعملات الأخرى". وأكد سنوسي أن تراجع القدرة الشرائية وانخفاض الراتب الشهري لم يعد بإمكان العائلات استهلاك مدخراتها في السياحة و«التحواس" نظرا لغلاء المعيشة وجعلها تستبعد فكرة العطل أو قضائها في مكان خارج الديار. ومن جهة أخرى أفاد المتحدث يأن هناك فئة ميسورة الحال لا يقاس عليها تقوم بالسفر طيلة السنة وهى فئة قليلة بالنظر للنسبة الكبيرة من المجتمع الذي يعانى من انخفاض الدخل وقلة الحال. وبخصوص التحضيرات لليلة رأس السنة التي لا يفصلنا عليها سوى شهرين أكد المتحدث أن أغلب الوكالات التي تنشط حاليا تعمل على استعداد لها حتى ولو بالقليل من اجل تقديم للزبون ما يختار من وجهات. للإشارة فإن أغلب الوكالات السياحية أكدت أن تونس وتركيا ودبي تبقى حاليا وجهة الجزائريين المفضلة في حين أن الدول الأوروبية تراجع عدد السياح الجزائريين الذين سافروا إليها هذه السنة وهذا بسبب رفض منح التأشيرة لها. وفي سياق آخر كشف سنوسي أن الجزائر تعرف تأخرا في موسم العمرة في الوقت الذي شرعت عدة دول في إطلاقها وقال سنوسي إن الموسم عرف تأخرا مدته شهر وهذا ما سيزيد في تأزم عمل الوكالات مرجع السبب إلى الإجراءات الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية بسبب التعاملات الرقمية الذي لا تزال الجزائر تعرف تأخرا فيه. يجدر الذكر أن الجزائر راسلت نظيراتها السعودية لاستثناء الجزائر من منصة الدفع الإلكترونيين إلى غاية إيجاد صيغة يمكّن الوكالات السياحية من تحويل الأموال إلكترونيا لدفع مستحقات الوكلاء السعوديين، الذين يوفرون لهم خدمات الإقامة والنقل والإطعام للمعتمرين وسيسمح هذا الإجراء بالانطلاق الفعلي لموسم العمرة، الذي تأخر هذا الموسم.