البلاد - آمال ياحي - لا يزال الإقبال على التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية محتشما منذ انطلاق الحملة التحسيسية، ما يبين أن الجزائريين لا يثقون في مفعول هذا اللقاح، رغم تأكيد المختصين على أهميته البالغة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل. ورغم إعلان وزارة الصحة مؤخرا عن توفر كميات لا بأس بها على مستوى المصحات الجوارية، غير أن المواطن يبقى مترددا و«متوجسا" من أخذ هذا اللقاح الذي لم يظهر له أعراض جانبية في السنوات الماضية تبرر مخاوف البعض من التطعيم، غير أن رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة البروفيسور مصطفى خياطي، يرى أن هناك مشكل ثقة بين المواطن ووزارة الصحة قد يفسر الشك في أي نوع من الادوية يدخل السوق بصفة عامة. وأوضح المتحدث في اتصال مع "البلاد" أن الفيروسات تتحول من سنة إلى أخرى، الأمر الذي يستدعي صنع لقاح مناسب للتغيرات التي طرأت على الفيروس، مشيرا إلى أن لقاح الانفولنزا الموسمية يتميز بطول مدة صلاحيته التي تصل الى حدود سنة، ما يعني أن أخذه الآن أو بعد شهر أو شهرين لا ينقص من مفعوله، خاصة مع التقلبات المناخية التي تحدث على مدار السنة، حيث لم تعد تقترن بفصل معين وأعطى مثال على موسم الأمطار الذي يستمر أحيانا إلى غاية شهر جوان ما يجعل الاصابة بالافلونزا مسألة واردة في أي وقت. وبهذا الخصوص، ذكر المصدر أن اللقاح ضد الافلونزا الموسمية تطوعي وليس إجباريا ومع ذلك فإن الفئات الهشة مطلوب منها أخذ اللقاح لتفادي تدهور حالتها الصحية في حال الاصابة بالفيروس التي قد تؤدي بالنسبة للبعض إلى الوفاة، مشيرا إلى أن التلقيح لتفادي مضاعفات الافلونزا الموسمية عملية تشهد إقبالا كبيرا في باقي دول العالم، ما يبين نجاعتها، غير أن قلة الوعي بخطورة الافلونزا على بعض الفئات قد يؤدي أحيانا إلى العزوف. يشار إلى أن وزارة الصحة كشفت الأسبوع الماضي عن استلام الوزارة لأزيد من 800 ألف جرعة لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية. وأوضح مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال فورار، أن هذه "الكوطة" ستضاف إليها كمية أخرى خلال هذه الايام ليبلغ مجموع الجرعات مليونين ونصف. وأضاف المتحدث أن وزارة الصحة ستطلق حملة توعوية قصد تشجيع الفئات المعنية من أشخاص مسنين ومصابين بأمراض مزمنة وحوامل للإقبال على اللقاح الذي سيكون متوفرا بالمؤسسات الصحية وكذا الوكالات الصيدلانية الخاصة. وحسب مدير الوقاية، فإن وزارة الصحة "اعتادت على استلام هذا اللقاح في شهر سبتمبر من كل سنة، غير أن ذلك لم يتم هذه المرة، بسبب تأخر المنظمة العالمية للصحة في الكشف عن نوعية الفيروس المتسبب في الإصابة بالأنفلونزا الموسمية. وكانت حصيلة الإصابات المسجلة خلال الموسم الفارط، 2018 مستقرة نوعا ما مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تم تسجيل وفيات 10 فيما تم استهلاك نسبة 98 بالمائة من كمية جرعات اللقاح المستورد. فيما تسبب فيروس الأنفلونزا الموسمية خلال السنة الفارطة في وفاة أزيد من 650 ألف شخص عبر العالم.