البلاد - آمال ياحي - دعت الجمعية الجزائرية للتكوين المستمر في طب الأورام إلى ضرورة وضع شبكة متعددة التخصصات من شأنها ضمان استمرارية التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان وتحديد المسؤوليات في حال الإهمال. وأوضح رئيس الجمعية الدكتور صالح لعور في تصريح للصحافة على هامش الملتقى الأول للتكوين المستمر في طب الأورام، أن التكفل بالمريض المصاب بهذا المرض يتم بصفة خاصة لأنه يتطلب تدخل عديد الأخصائيين من بين الأطباء المعالجين وكذا مستخدمي الإدارة وهوما يؤدي إلى ضرورة وضع شبكة تجعل من استمرارية متابعة المريض أمرا إلزاميا. في السياق نفسه، تأسف المتحدث لغياب هذه الشبكة بالجزائر، مضيفا أن التكفل بمرضى السرطان يتم حاليا بشكل منفصل من قبل الأطباء الممارسين بعيدا عن مسعى منسجم يؤدي في وقت معين إلى انقطاع في سلسلة العلاج، مشيرا إلى أن وجود شبكة متعددة التخصصات سيسمح بتتبع مسار التكفل بالمريض وتحديد مسؤولية كل طبيب ممارس في حالة الإهمال، مشددا على أهمية تكوين كل المتدخلين في سلسلة العلاج. وعلى صعيد التكفل بالمرضى على مستوى الاستعجالات، حذر الدكتور كذلك من بعض الأعراض كالإسهال الذي قد تكون له أضرار وخيمة على المريض المصاب بالسرطان في حالة عدم تلقيه للعلاج المناسب على مستوى مصلحة الاستعجالات والأمر ذاته ينطبق كما قال على حساسيات الجلد وارتفاع ضغط الدم التي من شأنها أن تؤثر بشكل خطير على صحة المريض إذا لم تعالج بالطريقة المناسبة. وفي هذا الصدد شدد رئيس الجمعية على الدور الرئيسي للطبيب العام لأنه هو من ينسق مسار المريض ويراقب تطور حالته الصحية ويرافقه إلى غاية نهاية حياته من خلال تسيير الآثار الثانوية لمضادات الألم. من جهته، وصف رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام، البروفيسور كمال بوريد، دور الطبيب العام "بالهام" في مسار التكفل بمرضى السرطان سواء تعلق الأمر بالوقاية والتشخيص المبكر وبروتوكولات العلاج أو تسيير الآثار الثانوية لهذه البروتوكولات. وأوضح أن الأمر يرتكز على الطبيب العام لأنه هو أول من يستقبل المريض ويهتم به قبل أخصائي السرطان، قبل أن يعبر عن أمله في أن تتمكن الجمعية الجزائرية للتكوين المستمر في طب الأورام التي أنشأت منذ سنتين من الاستجابة لتطلعات المرضى المصابين بالسرطان في الجزائر. يشار إلى أن وزارة الصحة والسكان أعلنت مؤخرا عن إجراءات جديدة لتحسين التكفل بمرضى السرطان على خلفية ارتفاع عدد المصابين إلى 45 ألف حالة سنويا وتسجيل قرابة 20 ألف حالة وفاة بالمرض في كل سنة، حيث سيتم قريبا استحداث 10 مصالح استشفائية جديدة بمركز مكافحة السرطان بمدينة ذراع بن خدة. وحسب المرسوم الوزاري الصادر الأسبوع الماضي والموقع بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فقد تضمن قرار استحداث 10 مصالح استشفائية جديدة بمركز السرطان الذي تم تدشينه جزئيا مؤخرا وذلك في إطار تحسين نوعية التكفل الصحي لمرضى السرطان ويتعلق الأمر بكل مصالح العلاج الإشعاعي والأورام والإنعاش، أمراض الدم، أمراض الدم لدى الأطفال، جراحة السرطان، الطب النووي ومخبر لتحليل العينات. ويهدف إنشاء هذه التخصصات إلى استحداث قطب كامل في مسائل علم الأورام، حيث سيكون المرضى الذين يعانون من أمراض السرطان وتشخيصها وعلاجها ومتابعتها في نفس المركز مما يوفر عنهم عناء التنقل حتى خارج الولاية للاستفادة من هذه الخدمات، بالإضافة إلى الدور الهام الذي ستلعبه في مجال البحث العلمي وأن استحداث هذه المصالح سوف يساهم في تدريب الطلاب والمقيمين حول آفاق إطلاق البحوث الطبية في المستقبل.