دعا المشاركون في الأيام الأوراسية الثانية للطب التي احتضنتها على مدار يومين جامعة باتنة حول "مرض السرطان بالجزائر : الواقع والآفاق" في ختام أشغالهم أمس الأحد إلى ضرورة "تفعيل المخطط الوطني لمكافحة السرطان". وأكد المتدخلون على أن فتح مراكز جديدة لمكافحة السرطان عبر الوطن دون تفعيل هذا المخطط "لن تكون كافية للتكفل الأنجع بالمرضى" مشددين على وجوب تشخيص الوضعية العامة لهذا المرض بالجزائر. ودعت التوصيات أيضا إلى التكوين المستمر للأطباء والمختصين واستحداث مخابر للبحث وكذا احترام آجال العلاج والمواعيد الممنوحة للمرضى دون التفريق بينهم مع السرعة في التكفل بالحالات ربحا للوقت ومحاصرة المرض. ووجهت الدعوة من ناحية أخرى إلى الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي لمساعدة المرضى المعوزين غير المؤمنين اجتماعيا والتكفل بذوي المصابين خاصة من حيث هياكل الاستقبال لا سيما وأن مرض السرطان جد مكلف. وكان مختصون وأساتذة في الطب من مختلف أنحاء الوطن قد انكبوا خلال يومين على مناقشة واقع مرض السرطان بالجزائر وانتهوا إلى ضرورة تنظيم علاج المصابين به من خلال استحداث ملف وحيد للمرضى مؤكدين على وجوب توفير الإمكانات اللازمة للتكفل السريع بالحالات المشخصة وبطريقة تلاءم كل واحدة على حده . ولم يغفل المشاركون الذين قدموا من مختلف أنحاء الوطن مناقشة كل جوانب مرض السرطان وأنواعه ليتم إعطاء حيز هام لسرطان الثدي الذي أجمعت التدخلات بأنه أحد الأنواع التي يمكن الشفاء منها بنسبة 100 بالمائة إذا ما توفر التشخيص المبكر والتكفل الجيد والملائم والسريع بالحالة. وطالبت بعض التدخلات بتعميم أو توسيع الجراحة الصدرية بالجزائر لأن سرطان الرئة -يقول البروفيسور جبار عبد المجيد- يمكن الشفاء منه بصفة كلية عن طريق الجراحة في حين العلاج الكيميائي في هذه الحالة يطيل عمر المصاب بسنوات فقط. فالسرطان حسب المتدخلون في الأيام الأوراسية الثانية للطب التي بادرت إلى تنظيمها جمعية "أوراس صحة" بباتنة مرض جد مكلف لكن بالإمكان جعل التحكم في وضعيته الوبائية ممكن ومجدي بالتكوين المستمر للأطباء وتنظيم التكفل بالمريض وتفعيل مخطط مكافحته.