البلاد - آمال ياحي - ستشرع وزارة الصحة والسكان في اعتماد العلاج التلطيفي لمرضى السرطان على مستوى مختلف مراكز العلاج عبر الوطن وسيسمح إرساء هذه الشبكة الجديدة في توفير التكفل النفسي للمريض مع تفعيل دور الطبيب العام وتقليص المسافات بين المريض ومراكز مكافحة السرطان. وأكد رئيس مصلحة الأورام والمجلس الطبي بمركز مكافحة السرطان بسطيف، البروفيسور عدلان ذيب، على هامش اختتام الدورة التكوينية ال15 للأطباء العامين حول علاج ومرافقة مرضى السرطان، أنه تم استكمال ملف مشروع استحداث شبكة مختصة في العلاج التلطيفي لمرضى السرطان لإيداعه للسلطات المختصة وأن هذا المشروع يعتمد على إنشاء شبكة مختصة في العلاج التلطيفي لمرضي السرطان عبر ولايات سطيف وبجاية وجيجل وبرج بوعريريج والمسيلة التي تضم حوالي 6 ملايين نسمة "جاهز لتقديمه للوزارة الوصية.". وأضاف البروفيسور ذيب أن هذه الفكرة هي نتاج ما تم التطرق إليه خلال هذه الدورة التي أشرفت عليها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مشيرا إلى أن شبكة العلاج التلطيفي لمرضى السرطان في حال تجسيدها على أرض الواقع من شأنها مساعدة وتقديم خدمات كبيرة لكل المصالح المعنية بمكافحة مرض السرطان وذلك من خلال إنشاء وحدات محلية عبر هذه الولايات يشرف عليها 436 طبيبا عاما ممن استفادوا من دورات تكوينية في المجال منذ سنة 2015. وأفاد المتحدث أن هذه الشبكة المختصة في العلاج التلطيفي لمرضى السرطان الذي يعد مرحلة "جد هامة" في علاج هذه الفئة من المرضى من شأنها تقديم خدمات معتبرة على غرار تخفيف الألم والإرهاق والتحسيس والتوجيه ومحاولة وضع المريض في حالة نفسية جيدة وتفعيل دور الطبيب العام وتقليص المسافات بين المريض ومراكز مكافحة السرطان وذلك بالتواصل مع المراكز العلاجية والتكفل بمسائل تغذية المريض وتوحيد العلاج.وكشف رئيس مصلحة الأورام بمركز مكافحة السرطان، أن مصالحه تستقبل يوميا ما بين 200 إلى 300 مريض. فيما بلغ عدد المرضى منذ بداية السنة الجارية 1436 مريضا. واستنادا للبروفيسور ذيب، فإن محاور المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015- 2019 سمح بتوضيح الرؤى حول هذا المرض باعتباره مشكل صحة عمومية وكيفية توظيف إمكانات الدولة من أجل التكفل الأمثل بالمرضى ومكن من مسح كلي لكافة تفاصيل هذا الداء لتكون توصياته بمثابة خارطة طريق لإنجاز المخطط المقبل.وكانت الجمعية الجزائرية للتكوين المستمر في طب الأورام قد دعت إلى ضرورة وضع شبكة متعددة التخصصات من شأنها ضمان استمرارية التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان وتحديد المسؤوليات في حال الإهمال. وأوضح رئيس الجمعية الدكتور صالح لعور، الأسبوع الماضي، أن التكفل بالمريض المصاب بهذا بالسرطان يتم بصفة خاصة لأنه يتطلب تدخل عديد الأخصائيين من بين الأطباء المعالجين وكذا مستخدمي الإدارة وهو ما يؤدي إلى ضرورة وضع شبكة تجعل من استمرارية متابعة المريض أمرا إلزاميا. وتأسف المتحدث لغياب هذه الشبكة بالجزائر، مضيفا أن التكفل بمرضى السرطان يتم حاليا بشكل منفصل من قبل الأطباء الممارسين بعيدا عن مسعى منسجم يؤدي في وقت معين إلى انقطاع في سلسلة العلاج"، مشيرا إلى أن وجود شبكة متعددة التخصصات سيسمح بتتبع مسار التكفل بالمريض وتحديد مسؤولية كل طبيب ممارس في حالة الإهمال، مشددا على أهمية تكوين كل المتدخلين في سلسلة العلاج.