البلاد - حليمة هلالي - ارتفعت أسعار النفط امس لتبلغ أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر بعد أن أظهرت بيانات إنفاقا قياسيا للمستهلكين الأمريكيين عبر الإنترنت، مما أثار الثقة في أكبر اقتصاد في العالم قبل النهاية المأمولة للحرب التجارية بين واشنطن وبكين. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ستة سنتات أو0.1 بالمئة إلى 67.98 دولارا للبرميل، بعد أن صعدت إلى 68.10 دولارا وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر. وصعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 61.79 دولارا للبرميل. وأظهر مسح أن مشتريات المستهلكين الأمريكيين عبر الإنترنت في موسم العطلة بلغت مستوى قياسيا فاق توقعات المحللين ودفع الأسهم الأمريكية للارتفاع. وتتلقى أسعار النفط الدعم أيضا من آمال قوية في أن العام الجديد سيشهد نهاية لحرب الرسوم التجارية الممتدة منذ فترة طويلة بين الولاياتالمتحدة والصين، وهو النزاع الذي ألقى بظلاله على آفاق نمو الاقتصاد العالمي وخلف تساؤلات بشأن مستقبل الطلب على الخام. وظهر التأثير المستمر من فترة طويلة للنزاع التجاري مجددا في بيانات من اليابان، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، يوم أمس كشفت انكماش الإنتاج الصناعي للشهر الثاني في نوفمبر. لكن سعر برنت قفز إلى ما يزيد عن الربع منذ بداية 2019، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط نحو 35 بالمئة بدعم من تحركات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين من بينهم روسيا لكبح الإنتاج. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اتفقت أوبك وحلفاؤها على تمديد وزيادة تلك التخفيضات. من جهته قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، المجموعة المعروفة باسم أوبك +، ربما يدرسون إنهاء تخفيضاتهم لإنتاج النفط في 2020. وقال نوفاك لتلفزيون روسيا 24 "فيما يخص تخفيضات الإنتاج، أكرر مرة أخرى، هذه ليست عملية غير محددة الأجل. يتعين اتخاذ قرار بشأن التخارج على نحو تدريجي بهدف الحفاظ على الحصة السوقية وحتى تتمكن شركاتنا من تقديم وتنفيذ مشروعاتها المستقبلية. وقالت وزارة الطاقة الروسية إن نوفاك يشير إلى 2020 حين تحدث عن قرار محتمل لإنهاء تخفيضات الإنتاج "هذا العام"، وتكبح أوبك + إنتاجها منذ 2017 بهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط ودعم أسعار الخام. وأشاد نوفاك بالاتفاق بين أوبك والمنتجين المستقلين قائلا: إن أسواق النفط العالمية حاليا مستقرة تقريبا. وقال إن الطلب على النفط ربما يرتفع في الصيف حين يزيد طلب السائقين للوقود. وقررت أوبك + هذا الشهر تمديد اتفاق تقييد إنتاجها النفطي حتى نهاية مارس وزيادة التخفيضات بهدف تحقيق التوازن في سوق النفط.