البلاد - ص.لمين - تحولت مكاتب وكالات التشغيل بالعديد من ولايات الجنوب إلى ساحة للاحتجاجات والاعتصامات، يقودها مئات الشباب المطالبين بمناصب شغل في شركة سوناطراك أو الشركات الأجنبية الناشطة هناك في مجال التنقيب عن البترول أو الغاز. وحسب المعلومات المتوفرة ل«البلاد" فإن الوكالات المحلية للتشغيل أضحت تستيقظ كل يوم تقريبا على إغلاق أبوابها على خلفية ملف التشغيل ليمتد الاحتجاج أمامها لساعات طويلة. ويطالب المحتجون من شباب ولايات ورڤلة والأغواط وغيرها من الولايات الجنوبية وأيضا من مناطق حاسي الرمل وحاسي مسعود، بضرورة رحيل مدراء وكالات التشغيل والمتهمين بالتلاعب في إدارة وتسيير ملف التشغيل. ويسجل آخر احتجاج حدث بمنطقة تڤرت ضد التلاعب بقوائم المستفيدين من مناصب شركة سوناطراك التي تم تغييرها وتحويل عدد من المناصب إلى مناطق أخرى، زيادة على تضمن هذه القوائم أسماء عمال على حساب غالبية بطالي المنطقة الذين يتخبطون في مشكل البطالة منذ سنوات عديدة ومنهم حاملو شهادات جامعية. كما فتح المحتجون النار في عديد المرات على وكالات التشغيل وعلى مسيري الشركات لكونهم يجلبون عمالا من مناطق أخرى بالرغم من أن هذه المناصب ليست مناصب نوعية ولا تتعدى كونها مناصب حراسة وأعوان أمن لا غير. وتحصي مصادر "البلاد" عشرات الاحتجاجات التي وصلت إلى حد التهديد بالانتحار كما حدثت بمنطقة بني ثور، حيث هدد عشرات الشباب بالانتحار جماعيا فاختاروا إحدى البنايات الإدارية العالية وصعدوا فوقها على خلفية البطالة التي يتخبطون فيها والتلاعب بمناصب الشغل. وحسب مصادر "البلاد" فإن المحتجين وبعد أن سئموا كثرة الوعود الرسمية والتي تبين زيفها، لجأوا إلى هذا الإجراء التهديدي مطالبين بتدخل السلطات المحلية وفتح تحقيق في "تخييط المناصب المفتوحة والتلاعب بها". كما عرف محيط الشركة النفطية الواقعة بمنطقة تينركوك شمال عاصمة الولاية أدرار في مناسبة سابقة احتجاجا قاده عشرات البطالين الذين احتلوا مدخل الحفارة 208 مهددين بالإنتحار حرقا بواسطة البنزين، الأمر الذي أدخل مسؤولي الشركة في حالة استنفار قصوى بمعية أعوان الأمن التابعين للشركة في حينها ليتم الاستنجاد بقوات الدرك الوطني لفض هذا الاحتجاج، خاصة أن البطالين حسب مصادر "البلاد" كانوا في حالة هيجان، مطالبين بتمكينهم من مناصب عمل في الشركات النفطية التي تنشط بالمنطقة، زيادة على احتجاجات عدة في منطقتي حاسي الرمل التابعة لولاية الأغواط ومنطقة حاسي مسعود بولاية ورڤلة. ولم تقتصر الاحتجاجات على البطالين بل امتدت حتى إلى طلبة الجامعة مثلما حدث بكلية المحروقات والطاقات المتجددة بالقطب الجامعي رقم 03 بورڤلة، حيث احتج الطلبة مطالبين بتدخل الهيئات المعنية وتمكينهم من إجراء التربصات الميدانية داخل الشركات البترولية المتواجدة بالمنطقة، زيادة على توفير مناصب عمل في قطاع المحروقات فور تخرجهم وإكمال دراستهم، مشيرين إلى أن هذه الشركات تستقطب المئات من القادمين من مناطق أخرى على حساب أبناء المنطقة الذين فور تخرجهم يجدون أنفسهم في الشارع بلا عمل، وفاتحين النار على سياسة التشغيل المنتجهة والتي تقصي أبناء المنطقة في كل مرة، مؤكدين على ضرورة تدخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالنسبة للمطلب الأول وتدخل السلطات الولائية بالنسبة للمطلب الثاني، وضرورة تمكينهم من إكمال دراستهم في "الماستر" في الشركات البترولية التي تنشط هناك ضمن عمليات التنقيب واستخراج المحروقات. هذا ويصنف متابعون لملف التشغيل بالشركات البترولية المتواجدة بالجنوب الجزائري ب«الملف الملغم"، خاصة أن غالبية البطالين يتهمون مسؤولي وكالات التشغيل بتوزيع مناصب العمل عن طريق المحاباة و«المعريفة" الأمر الذي أجج غضبهم وامتد في الكثير من الأحيان إلى الاحتجاج وإغلاق مصالح إدارية ومؤسسات عمومية وإغلاق وكالات التشغيل المحلية وامتد الاحتجاج في بعض الأحيان أمام الشركات البترولية الناشطة في المنطقة وذلك كله على خلفية جلب عمال من مناطق ومدن أخرى على حساب شباب وسكان مناطق الجنوب، خاصة أن المناصب المطلوبة ليست نوعية وهي مجرد مناصب حراس وأعوان أمن عاديين، إلا أنه يتم جلب أفراد من خارج تراب البلديات، الأمر الذي أجج غضب بطالي الجنوب في عديد الأحيان مطالبين بفتح هذا الملف ومعالجته ومحاسبة المتلاعبين بمناصب العمل التي تعلن الشركات البترولية عن فتحها في كل مرة.