البلاد - خ.رياض - سلطت صحيفة "الباييس" الإسبانية، الضوء على الارتفاع المرعب، الذي عرفه تدفق عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى سواحل إسبانيا منذ بداية العام الجاري 2020، مرجعة سبب ذلك إلى غياب التعاون بين السلطات الاسبانية والمغرب والجزائر على وجه الخصوص، ما دفع بعصابات تهريب البشر إلى مضاعفة رحلات الموت بمعدل تقول الصحيفة يفوق 23 رحلة أسبوعيا قادمة من سواحل الناظور المغربية وغرب الجزائر، لاسيما عين تموشنت، مستغانم ووهران، حيث يمتطي المئات من الشبان، قوارب سريعة نفاثة مزودة بمحركات عالية الجودة، لا تحتاج لعناء كبير لبلوغ السواحل الجنوبية والشرقية الاسبانية سوى ثلاث ساعات فقط، بخلاف القوارب المتهالكة التي تحتاج لأكثر من 9 ساعات لبلوغ شبه الجزيرة الايبيرية. وذكرت الصحيفة، أن مفتاح القضاء على الظاهرة المتجددة بشكل خطير في الشهور القليلة الأخيرة وهو التعاون الأمني، أدى إلى ارتفاع وصول عدد معتبر من المهاجرين غير النظاميين، إلى السواحل الإسبانية منذ 1 جانفي إلى غاية 10 فبراير، حسب الأرقام التي عرضتها الصحيفة الاسبانية، التي قالت إن الجزائر مثلا تشكل شريكا استراتيجيا لاسبانيا والاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة، لكن هذه الشراكة يعوزها التعاون الثنائي في إجهاض رحلات الإبحار السري، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة عرفت ارتفاعا بنسبة 13.5 بالمائة في معدل القوارب التي أبحرت سرا من الجزائر والمغرب نحو السواحل الاسبانية. هذه الأرقام التي أبرزتها "الباييس" تستمد من تقرير كشفته وزارة الداخلية الاسبانية يوم الأربعاء الماضي، عن أن أعداد المهاجرين السريين الراغبين في الوصول إلى سواحل مدن الجنوب الإسباني، تضاعف ثلاث مرات مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية 2019. وفي هذا السياق، قالت قوات الانقاذ البحري الاسباني، إن 103 مهاجرين جزائريين ومغاربة، تمكنوا من بلوغ سواحل تابعة لاقليم الأندلس الاسباني على متن قوارب قابلة للنفخ، لافتة إلى أن 37 منهم نجحوا في بلوغ شاطئ "كامبو سوطو" بمدينة سان فرناندو الجنوبية، غير أنها أفادت أن عناصر خفر السواحل التابعة للقوات المسلحة الاسبانية، تمكنت من إغاثة 69 مرشحا للهجرة غير النظامية كانوا عالقين وسط أمواج البحر، مبرزة أنه جرى نقلهم جميعا على متن سفينة بحرية إلى ميناء "أمريكا" بمدينة قاديس بغية الاعتناء بهم من قبل فرقة الصليب الأحمر. وأوضحت الوكالة الإخبارية الرسمية الإسبانية "إفي" أن المهاجرين ال37 الذين وصلوا الميناء المذكور يحملون الجنسية الجزائرية، موردة في الآن ذاته أنهم تلقوا الرعاية الصحية اللازمة، قبل أن يتم إرسالهم إلى أحد المراكز المخصصة لإيواء المهاجرين الأجانب بغرض التحقيق معهم. وصرحت مصادر أمنية للوكالة الإخبارية أن المهاجرين الجزائريين الذين يدخلون الأراضي الأيبيرية بطريقة غير قانونية يتم حبسهم تحفظيا لمدة معينة قد تصل حدود 3 أشهر. وفي هذا الاطار، دقت مصالح الإنقاذ في البحرية الإسبانية ناقوس الخطر من ارتفاع عدد المهاجرين الراغبين العبور إلى إسبانيا انطلاقا من السواحل الجزائرية للمغرب بعد أن تمكن يوم الجمعة من إنقاذ 33 مهاجرا سريا في عرض سواحل البوران. وكان الجزائريون في ثلاثة قوارب متهالكة بينهم 3 نساء و5 قصّر، جميعهم في بحر البوران ليتم تدخل الجهاز العام الاسباني المكلف بالأمن البحري، الذي أنقذ هؤلاء الشبان الجزائريين وتقديم الاسعافات اللازمة. وذكرت المصادر أنه ليست المرة الأولى في الآونة الأخيرة التي تسجل فيها مثل هذه الأرقام في يوم واحد، إذ أنه خلال ال 3 و4 و5 من هذا الشهر تم إنقاذ نحو 60 مهاجرا في السواحل الإسبانية أغلبهم خرجوا من الجزائر والمغرب.