البلاد - خ.رياض - نشرت صحيفة الباييس الاسبانية، واسعة الانتشار، في عددها أمس، تقريرا للمنظمة الدولية للهجرة، حول الابعاد الخطيرة التي أخذتها ظاهرة الهجرة غير النظامية انطلاقا من سواحل الجزائر والمغرب على وجه التحديد. وقالت الصحيفة الاسبانية إن تقرير المنظمة، أكد أن عدد المهاجرين الواصلين في الفترة الأخيرة إلى شواطئ إسبانيا عبر البحر انطلاقا من الجزائر أو المغرب، سيفوق عدد الواصلين إلى هذا البلد العام الماضي. وقال المتحدث باسم المنظمة، إن العدد الأكبر من المهاجرين لا يزالون يعبرون باستمرار إلى إسبانيا التي صارت سواحلها مركز استقطاب كبير لهم، متوقعا أن يفوق عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا عبر البحر على متن القوارب أو الزوارق السريعة النفاثة مع نهاية العام، عدد المهاجرين الذين بلغوا الساحل الاسباني في عام 2018. ووصل الثلاثاء الماضي، عشرات المهاجرين الجزائريين الذين انطلقوا على وجه الخصوص من سواحل غرب الجزائر على غرار هنين، الغزوات في تلمسان وشواطئ مستغانم، عين تموشنت، رأس فالكون وكريشتل في وهران، إلى كل من طريقة، قادش مورسيا ومالقا وألميريا في جنوب شرق إسبانيا بعد عبورهم بسلام، في ظاهرة متجددة وخطيرة في آن واحد . هذا العدد اللافت الذي وصل سواحل جنوب شرق اسبانيا، شكل صدمة للسلطات الإسبانية، التي استغربت حيال قدرة هذه الأعداد الكبيرة على اجتياح ترابها بسهولة انطلاقا من الجزائر وحتى شواطئ المغرب عبر مضيق جبل طارق. كما أبدت المنظمة ذاتها مخاوفها من ارتفاع عدد غرقى البحر نتيجة الرحلات الراسية الجماعية في أواخر عام 2019، مبرزة في تقريرها أن الارقام الرسمية القادمة من الجزائر، تفيد أن سنة 2018 شهدت أسوأ الكوارث الانسانية في البحر الابيض المتوسط من خلال انتشال 119 جثة أشخاص وما لا يقل عن 100 حالة مفقود بسبب ظاهرة الهجرة غير الشرعية. فيما احتلت المغرب الخانة الأولى بتدوين رقم مهول في انتشال 148 جثث أشخاص غرقوا في البحر وإحصاء 123 حالة مفقود تاهوا في عرض البحر. وأظهرت الصحيفة الاسبانية الباييس، نقلا عن تقرير منظمة الهجرة الدولية، مقطعا لفيديو نشر عبر الإنترنت يبرز رحلة سرية ل 10 مهاجرين جزائريين ينزلون من زورق مطاطي ويدخلون الأراضي الإسبانية راكضين على شاطئ قادش. ولا يتوقف العشرات من الجزائريين في عرض فيديوهات خاصة تظهر نجاح عمليات إبحارهم السري إلى إسبانيا، في رحلات لا تدوم سوى 7 ساعات على متن قوارب سريعة "اور بور" مثلا، مقابل أسعار تتخطى أحيانا 800 يورو، وهو ما يشكل حافزا قويا لآخرين في الجزائر لركوب مزيد من القوارب لمغادرة التراب الوطني وتحقيق حلم معانقة الفردوس الأوروبي.