قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حوار لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشر اليوم الأربعاء ، إنه "مستعدّ للذهاب أبعد ما يكون لأخلقة الحياة السياسية وتغيير نظام الحكم في الجزائر"، مؤكدا بأن مجمل مطالب الحراك الشعبي الذي دخل عامه الأول قد تحققت، بعد إحباط مخطط العهدة الخامسة للرئيس السابق. وأكد الرئيس تبون في أول حوار له مع صحيفة أجنبية ، أن الوضع السياسي في البلاد دخل مرحلة الهدوء والانفراج ، على الرغم من استمرار خروج مواطنين إلى الشوارع كل جمعة ، مضيفا بأن "عددا كبيرا من الجزائريين أصبح يتفهم أنه لا يمكننا إصلاح كل ما تم تخريبه طيلة عشرية من الزمن في ظرف شهرين"، في إشارة إلى مدة تولّيه لرئاسة البلاد. رئيس الجمهورية : مجمل مطالب الحراك تحققت..والكفاح ضد الفساد مستمرّ وأوضح تبون يقول :"لقد تسلمت منصب الرئاسة في 19 ديسمبر، لكنني أتقبل تطلع المواطنين إلى إجراءات مستعجلة ، هذا يدلّ على أنهم يؤمنون بإمكانية التغيير"، وتابع :"لقد حصل الحراك على جميع مطالبه ، لم تكن هناك عهدة خامسة ( للرئيس السابق ) ولا تمديد للعهدة الرابعة ، والرئيس ( بوتفليقة ) استقال". وأضاف :"رموز النظام السابق غادروا ، والكفاح ضد الفساد انطلق ضد الذين سيطروا على الاقتصاد ، وقد جعلت الإصلاحات السياسية أولوية لي"، قبل أن يؤكد قائلا:"لقد قررت الذهاب بعيدا في أخلقة الحياة السياسية وتغيير نظام الحوكمة في الجزائر". رئيس الجمهورية : سيكون نص الدستور الجديد جاهزا مع بداية الصيف المقبل كأقصى تقدير وحول تعديل الدستور الذي اعتبره "أولوية الأولويات" ، ذكر تبون في حواره للصحيفة الفرنسية أنه كلّف متخصصين بصياغة مقترحات في هذا الشأن دون المساس بالهوية والوحدة الوطنية ، مؤكدا بأن كل ما سوى ذلك قابل للمناقشة. وكشف الرئيس أن النص النهائي للدستور الجديد سيكون جاهزا مع بداية الصيف المقبل كأقصى تقدير ، ليعرض بعد ذلك على الاستفتاء الشعبي . كما تحدث الرئيس عن ضرورة انتخاب مؤسسات برلمانية "لا تواجه أي ثغرة في شرعيتها" ، بعد تعديل قانون الانتخابات بما يضمن إبعاد المال الفاسد عن السياسة . رئيس الجمهورية يتحدث عن شعار "دولة مدنية ، ماشي عسكرية".. وفي إجابته على سؤال حول رفع شعار "دولة مدنية ، ماشي عسكرية" في مسيرات الحراك الشعبي ، قال تبون إن الشعار رفع أول مرة في 19 جوان 1965 ( التصحيح الثوري للرئيس بومدين الذي أسفر عن تنحية الرئيس بن بلة ) ، متابعا أن الجيش اليوم "يقوم بمهامه الدستورية ، وهو لا يتدخل لا في السياسة ولا في الاقتصاد والاستثمار". وأضاف :"الشعب انتخبني بكل حرية وشفافية ، والجيش رافق المسار الانتخابي لكنه لم يتدخل مطلقا في تحديد من يكون الرئيس".