البلاد - آمال ياحي - دعا الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق المواطنين الى توخي الحذر من احتمال تفشي الوباء أكثر خلال عيد الاضحى المبارك في حال عدم احترام الاجراءات الوقائية، مؤكدا وجود 3 عوامل رئيسية وراء ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا في الجزائر والتي فاقت 600 حالة يوميا. وأشار المختص إلى أن المخاطر تزداد في مثل هذه المناسبات وعليه فعلى جميع الجزائريين احترام اجراءات الوقاية لأننا نعيش في حالة استثنائية تتطلب التعامل معها بحذر وبحكمة بداية من تفادي الزيارات العائلية والاكتفاء بالمعايدة عن طريق ما توفره التكنولوجيا الحديثة وتفادي الازدحام في سوق الماشية مع ارتداء الكمامة عند النحر وتجنب نفخ الأضحية عن طريق الفم لتجنب احتمال تفشي الوباء من طرف شخص مصاب. وفي سياق متصل قال الخبير في تصريح اعلامي امس إن هناك 3 اسباب وراء ارتفاع عدد الاصابات المؤكدة بوباء كورونا في الجزائر: الاول يتعلق بوعي المواطن الذي هو حجر الزاوية في اي سياسة وقائية وأن بعض المواطنين لا يعتقدون اصلا في وجود الوباء وهذه الشريحة ابدت مقاومة عنيدة لكل محاولات التوعية والتحسيس بل اخذت الامور باستهزاء واستهتار ومنهم من حاول اعطاء اجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي المتخذة من قبل السلطات العمومية صبغة سياسية وتفتقد السند العلمي. وهناك البعض الآخر، يضيف المتحدث، يعتقد أن فيروس كورونا المستجد اصبح من الماضي بعد رفع اجراءات الحجر عن الولايات وتخفيف الاجراءات على ولايات اخرى خاصة مع اعادة فتح المحلات والأسواق والترخيص ببعض التجمعات، فلاحظنا الأعراس والطوابير في الأسواق ما ساهم مباشرة في رفع وتيرة انتشار الفيروس. اما السبب الثاني فهو علمي كما يقول الخبير، فمن خصائص الفيروسات عامة وفيروس كورونا خاصة التحول في الصبغة الجينية وحدوث الطفرات ففي تقديرنا هو احتمال يحتاج الى تأكيد عن طريق دراسات مخبرية. اما السبب الثالث فهو إداري. فالمشكل بالنسبة للجزائر حسب ملهاق لم تكن مستعدة لمثل هذه الحالات الطارئة وغياب الدراسات الاستراشفية والاستراتيجية في ميدان الأمن الصحي ونقص الخبرة في التعامل مع الوباء لمدة طويلة زاد الوضع سوءا حيث لاحظ المصدر تراخيا في تطبيق الاجراءات بعدما كان يميزها الصرامة والانضباط في الايام الاولى الى جانب نقص التنسيق بين مختلف المصالح والإدارات المكلفة بمحاربة الوباء ومركزية القرار. وعما إذا كانت الجزائر تعيش الموجة الثانية للفيروس، أكد المتحدث انه في الحقيقة لا يوجد تعريف دقيق متفق عليه يحدد بداية ونهاية المرحلة في تقديرنا، كما قال، لا يمكننا القول إننا في مرحلة ثانية لأن المرحلة الاولى لم تتوقف بل مستمرة وبوتيرة متسارعة مقارنة بالاشهر الماضية حيث شهدنا تسطيح المستوى في 100 إصابة يوميا ثم اخذ المستوى في الصعود تدريجيا ثم قفز الى معدل يفوق 600 اصابة يوميا ثم اخذ المستوى في الصعود، ولهذا فإن العلاج الأمثل لهذا الوباء هو الوقاية.