اتفقت الجزائروواشنطن على إحياء "شراكة استراتجية" في المجالات الأمنية والعسكرية، لتعزيز جهود التعاون في مكافحة الإرهاب بمنطقة شمال افريقيا والساحل. وبحث وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في زيارة نادرة إلى الجزائر هي الأولى من نوعها منذ عام 2006، ملفات أمنية ساخنة لإعطاء دفع جديد للتحالف بين البلدين. وسيطرت أزمات ليبيا ومالي وقدرات الجيش على احتواء تمدّد التنظيمات الإرهابية وتنسيق التشاور الثنائي على القضايا التي ناقشها رئيس "البنتاغون" والوفد المرافق له مع الرئيس تبون والمسؤولين العسكريين. وأعرب وزير الدفاع الأمريكي عن إرادة بلده لتعزيز التعاون مع الجزائر في المجال العسكري ومكافحة الارهاب. وفي تصريح له عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أوضح السيد إسبر قائلا "لقد تطرقنا إلى السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون بين جيشي البلدين". كما تم التطرق إلى مواضيع أخرى على غرار "احترام سيادة الدول والحريات وكذا المسائل ذات الاهتمام المشترك". وأضاف إسبر "كان لي أيضا شرف زيارة مقام الشهيد لوضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح شهداء الثورة الجزائرية، مليون ونصف مليون شهيد الذين ضحوا بأنفسهم من أجل استقلال الجزائر". وبهذه المناسبة تقدم وزير الدفاع الأمريكي بالشكر لرئيس الجمهورية على "حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة" الذي حظي به خلال زيارته للجزائر. كما بحث الطرفان تطورات الوضع في ليبيا والساحل الإفريقي واتفقا على ضرورة متابعة التشاور والتنسيق من أجل توطيد أركان الأمن والسلم في المنطقة في إطار احترام وحدة وسيادة دولها". وحسب بيان الرئاسة ، فإن وزير الدفاع الأمريكي أجرى محادثات "مثمرة" مع الرئيس تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع، بحضور الوفد المرافق لوزير الدفاع الأمريكي والقائم بأعمال السفارة الأمريكيةبالجزائر، ومن الجانب الجزائري الفريق السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، نور الدين بغداد دايج، واللواء محمد بوزيت، مدير عام التوثيق والأمن الخارجي بوزارة الدفاع الوطني". ووفق بيان وزارة الدفاع الأمريكية، فقد أكد إسبر للرئيس تبون دعم واشنطن لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في مجال تبادل الخبرات والتدريب العسكري، وتنسيق جهود محاربة الإرهاب في منطقة شمال إفريقيا والساحل، بالنظر إلى الدور القيادي الذي تلعبه الجزائر في الحفاظ على أمن المنطقة. كما ناقش الطرفان الوضع في ليبيا، وسبل إخراج البلاد من أزمتها الراهنة من خلال حل سياسي. وذكر بيان صدر مساء الخميس عن سفارة الولاياتالمتحدة في الجزائر أن إسبر "عبّر عن دعمه لتوسيع العلاقات العسكرية بين البلدين، كما أبرز الدور الريادي الثابت للجزائر في مجال الأمن الإقليمي". وأضاف البيان "ناقش الوزير إسبر مع الرئيس تبون الأمن في جميع أنحاء شمال إفريقيا والساحل، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية والدبلوماسية الإستراتيجية بين الدولتين