تعكف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على إعداد مشروع قانون يخص المراكز الثقافية الإسلامية، يحدد المهام الموكلة إليها وصلاحياتها قبل عرضه على الحكومة شهر أكتوبر المقبل على أقصى تقدير. وأوضحت مصادر من الوزارة الوصية، والتي تشتغل على الملف، أن التطور الحاصل في البلاد دفع الوزارة إلى إعادة النظر في المرسوم التنفيذي رقم 31601 المؤرخ في 16 أكتوبر ,2001 الذي أنشئ بموجبه أول مركز إسلامي ثقافي في الجزائر، سعيا منها لإعطاء دفع قوي للحياة الثقافية الإسلامية داخل إقليمالولايات ال,48 كما أنها ستسمح للشباب الجزائري بالتلاقي وتبادل المعارف والخبرات في عديد المجالات العلمية والثقافية والتاريخية والدينية، والمساهمة في تكوينهم بما يصلح المجتمع والسعي لخدمته، عن طريق تأطير الشباب وهيكلته داخل هذه المجمعات ذات الطابع الديني والثقافي، وقطع الطريق على "دعاة الفتنة" ممن يستغلون الجزائريين الشباب لتهديم مكتسباتهم المختلفة.
واستبعدت المصادر أي تشابه أو استنساخ لتجربة دور الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة، حيث أشار محدثنا إلى أن المراكز الثقافية الإسلامية ستكون "بوتقة" لملاقاة الشباب تحت "لواء" الثقافة الإسلامية، بما يسهم في ترقية الحس الديني والوطني لدى الشباب، وبالأخص الذين تخلوا عن مقاعد الدراسة بالإضافة إلى الشباب البطال، كما ستكون مكملا للرسالة المسجدية التي يقدمها الأئمة في المساجد عبر التراب الوطني.
وفيما يخص تسييرها، فسيكون عن طريق الاشتراكات "الرمزية" التي يدفعها أعضاء في المراكز، سيتم تحديدها لاحقا، بحيث لا تتعدى في أحسن الظروف 100 دج للشهر، للاستفادة من عديد الخدمات المقدمة لأعضاء المركز وعموم المواطنين. ومن المهام المسندة للمركز، تنظيم ندوات دينية وفكرية أو ما تعلق بالثقافة الإسلامية، ينشطها علماء وأئمة من داخل الوطن وخارجه، وبعث الثقافة الإسلامية وتوسيعها ونشرها والسهر على ازدهار الفكر الإسلامي الأصيل، ووضع برنامج ومخططات العمل المتعلقة بتنظيم المحاضرات والندوات والتظاهرات الثقافية المختلفة والأيام الدراسية والملتقيات الجهوية والوطنية والدولية والقيام بالدراسات والبحوث المتعلقة بالفكر والتراث الإسلاميين واتخاذ التدابير اللازمة للمساهمة في تحقيق الأهداف الكبرى المدرجة ضمن برامج الوزارة الوصية، فيما يتعلق بإبراز دور الحضارة الإسلامية في تطور الإنسانية وتقدمها وتبادل المعلومات والخبرات العلمية مع المؤسسات العلمية والثقافية الوطنية والدولية في مجال الفكر الإسلامي، مع تشجيع الدراسات والبحوث الإسلامية المتخصصة في مختلف العلوم الإنسانية، وإحياء الأعياد الدينية والوطنية بالتنسيق مع الهيئات المعنية.