البلاد.نت/ رياض.خ- تترقب المصالح الصحية في الجزائر بكثير من الحذر المطب الجديد بعد انتشار النسخ المتحورة الهندية، البريطانية والنيجرية، عقب بروز حالات خالطت العديد من الأشخاص، ما يفتح الباب مجددا أمام معاناة مع الإصابات من جهة، وتشديد التدابير الاحترازية من جهة أخرى. هذا الوضع الوبائي المقلق، دفع بكثير من الأخصائيين إلى إطلاق إشارات تحذير من مغبة السقوط في التهاون في ظل تأكد سرعة انتشار السلالات الجديدة. في هذا السياق، أكد البروفيسور عبد الخالق حساني الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة بالمركز الاستشفائي الجامعي ديمارجي بتلمسان، بأن تسجيل عدد متزايد من الإصابات ستكون له آثار سلبية جدا على المدى القريب والمدى البعيد، مشيرا إلى أنه على المدى القريب سيسجل اكتظاظ في المستشفيات والمصالح الطبية والاستشفائية، وخاصة في مصالح الإنعاش والعناية المركزة، أمام عودة ارتفاع معدلات الإصابة في كثير من مستشفيات الوطن، بين 20 إلى 33 إصابة ، كما هو الحال في تلمسان، وهران، البليدة وسطيف. ونبه البروفيسور حساني في اتصال مع "البلاد نت"، إلى أن قوة السلالات تكمن في انتشارها السريع، "وهذا الانتشار ستكون له عواقب على جميع الفئات العمرية"، لافتا إلى أن النسخة الهندية خطيرة جدا مقارنة بالعادية، منبها إلى كونها تستطيع الإفلات من التشخيص والفحص، ولا تنفع معها بعض أنواع اللقاحات المنتشرة حاليا. وتحدث البروفيسور، أن 80 بالمائة من الحالات تكون حالات خفيفة و20 بالمائة إلى 15 بالمائة هي حالات متقدمة وعسيرة تتطلب العلاج في مصالح الإنعاش، وتختلف نسبة الوفيات بينها، إذ قد تصل إلى 14 بالمائة ضمن الفئات العمرية المتقدمة جدا والتي لها أمراض مزمنة. ويبرز الطبيب الاختصاصي، أن الشباب صار معنيا أيضا بالإصابة وتسجل وفيات في صفوفهم، مستدلا بحالة الشاب " ب ي "من مواليد 1987 ، الذي توفي بالسلالة النيجرية بتاريخ 30 أبريل الماضي في تلمسان والعامل في ميناء وهران الذي توفي قبله بأسبوع متأثرا بالسلالة البريطانية، قائلا إنه "لا يجب التساهل مع النسخ الجديدة والنتائج الإيجابية التي استطاعت الجزائر تحقيقها في تطويق كورونا ". وذكر المتحدث، أن الكوادر الطبية هي عناصر بشرية تبقى إمكاناتها محدودة "يمكن أن تتحمل هذه الّأطقم ليوم أو 10 أيام أو حتى 3 أشهر"، ناهيك عن كون عددهم محدود و"القدرات هي محدودة سواء في القطاع العام والخاص". على هذا النحو، أرجع حساني، الطفرة الوبائية إلى "تراخي" المواطنين و"عدم احترام" قواعد الوقاية والسلامة الصحية والحماية، مشددا على إجبارية وضع الكمامة الصحية والتقيد بشروط التباعد الاجتماعي في الحفاظ على مسافة 6 أقدام (1.8 متر) على الأقل عن الآخرين للمساعدة على إبطاء انتشار الفيروس ، موردا أن أماكن عديدة باتت تعرف ازدحاما كبيرا، في سياق متصل بالموضوع، حذر البروفيسور من كثرة المخالطة في يومي عيد الفطر، داعيا إلى توخي الحذر خلال هذه المناسبة، من خلال تطبيق التباعد الجسدي على الأخص، باعتبار أن نصائح الأطباء بالاحتراس من مخلفات هذه المناسبة تعكس مخاوفهم من وقوع انزلاق في الوضع الوبائي لكثرة اللقاءات والزيارات العائلية والتنقلات بين الولايات، الأمر الذي يوفر بيئة خصبة لعودة كورونا إلى الواجهة، كون أن الجزائر، لم تحرز مناعة جماعية لحد الساعة أو ما يعرف ب "مناعة القطيع" مثل الإصابات بالفيروس الأصلي،مشددا على ضرورة تسليط أقصى العقوبات على المخالفين للتدابير الوقائية. ودعا البروفيسور الشعب الجزائري، إلى الاكتفاء بالمعايدات الالكترونية أو عبر الهاتف خلال أيام عيد الفطر، مؤكدا على ضرورة احترام الإجراءات الصحية في مواجهة حركية السلالات المتغيرة والحفاظ على استقرار الوضع الوبائي في الجزائر مقارنة بدول أخرى تعيش منحى وبائيا خطيرا، دفع وضعها الصعب، إلى إقرار إغلاق تام ومنع صلاة التراويح وفرض حجر كلي يومي عيد بعد الكشف عن السلالة الهندية واسعة الانتشار.