بدد عدد من الأطباء المختصين المجندين في مصالح علاج فيروس كورونا في الجزائر , المخاوف التي تلت النسخة الجديدة من الجائحة الوبائية , التي ظهرت في دول أوروبية وأثارت قلق الجزائريين على وجه التحديد . وذكر البروفيسور عولمي عبد المجيد بكلية الطب في جامعة وهران , أن الجزائر طوقت الفيروس بشكل لافت وأنها خالية لحد الساعة من سلالة N501Y , مبرزا أن اللقاح الروسي الواعد "سبوتنيك-في" , الذي اختارته الجزائر , ثبت أنه فعال وقي ضد أحد الفصائل الجديدة من الفيروس أو ما يسمى في الطب الفيروسي ب " طفرات جينية جديدة" . مؤكدا أن البلاد دخلت مرحلة السّباق مع الزمن لبدء عملية التلقيح ضد فيروس "كورونا" والتي من المقرر أن تبدأ في الساعات القادمة ، بينما يستعد الأطباء ومستخدمو الصحة لإنجاح هذا الورش الصحي الهام , والذي سيعرف مشاركة ملايين الجزائريين وفق تقديره . ووفقا لما كشفه ذات المتحدث ، فإن عملية التلقيح ضد "كورونا" ستكون على أربع مراحل وستهمّ فئات عمرية واجتماعية مختلفة وأن "معدل التلقيح اليومي لكل ملقِّح بين 150 إلى 200 لقاح". وبخصوص الحصيلة اليومية للإصابات والوفيات بالفيروس , اعترف البروفيسور عولمي , بتسجيل انخفاض بارز منذ نهاية ديسمبر المنصرم في عدد الولايات من 15 إلى 30 ولاية التي تشهد استقرارا نسبيا في الفترة ما بين شهر ديسمبر وبداية الشهر الجديد من سنة 2021 , وهو ما اعتبره محدثنا , مؤشرا ايجابيا ،غير أن خاصية التحور التي يشهدها فيروس كوفيد19 , تستوجب حسبه ,الحيطة والإبقاء على كل الإجراءات الاحترازية . على علاقة بالموضوع , قال بن طاهر زين العابدين , الدكتور المختص في مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى شيغيفارا بمستغانم , إن الجزائر في منأى عن مخاطر انتشار السلالة الجديدة لوباء كورونا , مشيرا في حديث ل "البلاد نت " , إلى أن عدد حالات الفيروس التي تستقبلها مصلحة كورونا تراجعت بشكل ملموس , وذلك من مستوى الخطورة 120 حالة يوميا معظمها حرجة إلى معدل يتراوح بين 20 و25 حالة , مشيرا إلى أن البعض منهم سبق أن تعرضوا بالإصابة وخضعوا إلى الحجر الصحي بمنازلهم لكن كان هناك تهاون في احترام هذا الحجر , ملفتا النظر إلى أن الجزائر لم تعرف موجة أخرى من هذا الفيروس ولا الفيروس المحور الذي ظهر في انجلترا , بسبب الاحتياطات اللازمة التي اتخذتها الدولة بخصوص غلق الحدود ما جنبها "كارثة صحية" بكامل المقاييس . من جهته , عزا الدكتور طالب حسن مختص في الأمراض المناعية بمستشفى محمد بوضياف بورقلة , الانخفاض المميز لفيروس كورونا في ربوع الوطن وجنوب الوطن على وجه الدقة , إلى ثلاثة أسباب أساسية، هي قلة الحركة ووعي المواطنين وأيضا انخفاض معدل الكشف، قائلا إنه لا يمكن أن نقول إن انتشار الفيروس قد قل، خاصة أنه لم تنطلق بعد حملة التلقيح المنتظرة ضد الفيروس. وقال محدثنا ، إن انخفاض المعدل اليومي لإصابات كورونا له علاقة بالحركية التي تتحكم في انتشار الفيروس، وأيضا التزام التدابير الاحترازية من قبل المواطنين، وزاد في القول , إن المواطنين بدؤوا يأخذون الحيطة والحذر والوعي بشدة المرض، مفيدا بأنه أن مؤشر العدوى انتقل من 3 إلى أقل من1 , ناهيك عن انخفاض الإماتة , بحيث لا يتم تسجيل أي حالة وفاة في 70 بالمائة من مناطق الوطن , مقابل ارتفاع الحالات التي تماثلت للشفاء , إضافة إلى أن الحالات في مراكز الإنعاش بات مسيطرا عليها وقل عددها، موضحا أن هذه المؤشرات تظهر أن "الوضعية مسيطر عليها تماما". ويقول طالب حسن , إن "الجزائر تعتبر من النماذج الناجحة جدا بشهادة المنتظم الدولي، والفضل في ذلك يرجع إلى إشراف الرئيس شخصيا على الملف، مع فعالية القرارات المتخذة، سواء تعلق الأمر بإغلاق الحدود أو تعليق الدراسة بالمؤسسات، أو حتى إغلاق المساجد واعتماد الدواء المناسب وفرض الحجر الصحي". وبرأي المختصين الذين تحدثوا ل "البلاد" , فان هذا التفاؤل لا يجب أن يكون مصاحبا بنوع من التراخي الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الإصابات من جديد , كما رهنوا كبح "كورونا" وانحسارها نهائيا بالتقيد الصارم بالإجراءات الوقائية، وعدم الاستهتار في الأيام المقبلة، من خلال وضع الكمامات في وضعية سليمة، واحترام مسافة التباعد لإقرار السلامة الصحية .