يعيش الجزائريون هاجس الخوف اليومي من التعرض للاعتداء والسرقة من قبل المجرمين خلال شهر رمضان بعد أن شهدت الأسبوع الأول من هذا الشهر اعتداءات متكررة وسرقات في وضح النهار حيث قلت الحركة بسبب تواجد العديد من المواطنين في عطلة وارتفاع درجة الحرارة· يقول مواطنون إنهم يعيشون يوميا سيناريو السرقة والاعتداء، إذ تعرضت سيدة منذ أيام للسرقة أمام مقر الجامعة المركزية من قبل شاب لا يتجاوز عمره العشرين خطف سلسلتها وفر هاربا ورغم صراخ السيدة وطلب النجدة إلا أن لا أحد تدخل من أجل إيقاف المجرم خوفا من التعرض للاعتداء، حسب ما تروي سامية التي شهدت الاعتداء· تقول سامية، 28 سنة متزوجة، إنها تتفادى اقتناء الذهب ولو حتى الحلي المقلدة ”أنا لا أخاف أن تتم سرقة ممتلكاتي بقدر ما أخاف أن يتم التعرض لي بسلاح أبيض”، وهو السلاح الذي لا يتوانى المجرمون عن استخدامه في حال رفض الضحية الرضوخ لطلبهم· من جهته أشار عمي سيد علي، 60 سنة، كان جالسا أمام سامية بمحطة الحافة للبريد المركزي، إلى أن العاصمة لا تزال غير آمنة رغم الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها بمناسبة الشهر الفضيل· سيناريو السرقة نفسه شاهده عمي سيدي علي الذي يقول أن أغلبية المواطنين الذين ينهضون باكرا للخروج للعمل في هذا الشهر يتعرضون للسرقة لقلة الحركة ووجود أغلبية المواطنين في عطلة· ويروي الرجل أن جاره شهد سرقة في حدود الساعة السابعة صباحا في حي تريولي بباب الوادي حيث سمع جدلا بين مجرم وضحيته تحت الطابق الذي يسكن فيه فقد طلب المجرم من الضحية وهو شاب أيضا أن يسلمه محفظته باستعمال الخنجر، ورغم أن الضحية سلم له المحفظة إلا أنه طلب منه أن يسترجع فقط الوثائق التي تخصه خاصة بطاقة التعريف ورخصة السياقة لكن المجرم لم يبال بإلحاح الشاب الذي بدا جد متأثر من فقدان وثائقه· وفر المجرم هاربا في شارع خالٍ من الناس مما سهل عملية السرقة” يضيف عمي سيد علي· خلال حديثنا مرت مركبتان لمصالح الأمن أمام المحطة المركزية فتساءل عمي سيد علي عن مدى تدخل هؤلاء في حال تعرض المواطنين للاعتداء أم يوجدون هنا في مهمة أخرى؟ غير بعيد عن مقر البريد المركزي وبشارع حسيبة بن بوعلي يروي المواطنون حكايات عن تعرض البعض للسرقة في الأيام الأولى لشهر رمضان· تقول عائشة إن المجرمين يسرقون طول السنة لكنهم يستهدفون ضحاياهم بشكل كبير في شهر رمضان حيث يستغفلون الضحايا الذين ينهكهم الصيام· والغريب في الأمر أن عائشة تروي تعرض زوجها خلال هذا الشهر للسرقة بداخل مكتب بريدي حيث ذهب لسحب راتبه الشهري ونظرا لكونه كان مسرعا وضع المال في الجيب وعند وصوله إلى السيارة وجد جيبه فارغا ولحد الآن يستغرب كيف تعرض للسرقة· المواطنون حاليا لا يجدون استفسارا لغياب الأمن، تقول فتحية التي كانت تتسوق بسوق ”كلوزال”، وكثيرا ما يتعرض الشخص للاعتداء والسرقة أمام رجال الأمن بحواجز أمنية لكنهم لا يتدخلون، ونحن حاليا نقرأ في الجرائد أن هناك مخططا أمنيا جديدا في هذا الشهر لتطويق الجريمة لكننا لم نر شيئا· اقترحت فتحية العودة إلى الشرطة البلدية التي كانت قديما مكلفة بحماية السكان والمارة من المجرمين· ولا يختلف الأمر عن شوارع العاصمة، فالسيناريو يتكرر في الأسواق وفي المداخل والمنافذ، في كل من محطة تافورة لنقل المسافرين وبومعطي والحراش والكاليتوس حيث يستهدف المجرمون الضحايا الحاملين هواتف نقالة وحقائب نسائية ومحفظات ويتعقبون تحركاتهم، ولا يتوانى المجرم عن سرقة وثائق الهوية وكل وثيقة خاصة بالضحية، ويتفادى الضحايا مجادلة المجرمين خوفا من التعرض لطعنات قاتلة أو تشوهات في الوجه من قبل الجناة المستخدمين للأسلحة البيضاء·