تشكل الاعتداءات على المواطنين في محطات نقل القطار ومواقف الحافلات هاجسا وخطرا حقيقيا بات يهدد حياتهم في ظل غياب الأمن، وهو ما أصبح يطرح تخوفا كبيرا في نفوس المواطنين، الذين يستقلون الحافلات أو القطار، على حياتهم وممتلكاتهم من السرقة والتحرشات التي يمارسها بعض الشباب المنحرف الذي يجني من ورائها المال الحرام، في ظل غياب قوة أمنية تعمل على الحد من السرقة والاعتداءات التي يذهب ضحيتها المواطن البسيط. تعد مواقف الحافلات والطاكسي ومحطات القطار بؤرا حقيقية لممارسة الاعتداءات على المواطنين بالعاصمة، خاصة من يضطرون إلى استعمال وسائل النقل بشكل دائم للتنقل إلى أماكن العمل وبالتالي فهم يعيشون في تخوف مستمر كلما توجهوا إلى مكان ما بالعاصمة خاصة إلى بعض النقاط السوداء التي تكتظ بالمواطنين، مما يتيح الفرصة لهؤلاء المنحرفين لممارسة السطو بكل يسر وسهولة تحت تهديد السلاح ومن هذه الأماكن التي تكثر فيها الحركة ساحة أول ماي، باش جراح، ساحة الشهداء، الحراش وغيرها من الأحياء التي تعرف حركة النقل فيها اكتظاظا كبيرا، مما يسمح لهؤلاء المنحرفين بتفتيش جيوب الغير أو في محافظهم وأخذ ما بحوزتهم وهي الأحياء أيضا التي تكثر فيها الاعتداءات والسرقة لغياب الحراسة فيها، مما يجعل الظاهرة حسب المواطنين تستفحل بشكل كبير، حيت لا يسلم من أياديهم لا الصغير ولا الكبير ولا الشيخ ولا حتى العجوز، فالكل معرض للسرقة والسطو، لأنه ورغم الاحتياطات التي يتخذها المواطنون، إلا أن خبرة اللصوص في الميدان تفوق فطنة ودهاء حتى من يدعي ''الشطارة''. ''... كل الطرق مباحة لأجل السرقة'' لأنه لم يسلم أحد يوما من التعرض إلى السرقة من قبل هؤلاء الشباب الذين يتقمصون مختلف الأدوار من أجل الوصول إلى مبتغاهم إما عن طريق التحرش بالبنات أو تبادل أطراف الحديث مع شاب لغاية كسب ثقته ثم يقضون حاجتهم ويسلبونه هاتفه أو نقوده دون أن يشعر. فهذه سيدة شكت لنا قصة تعرضها لسرقة من قبل شاب لا يتجاوز 15 سنة على حد قولها داخل حافلة قبل أيام قليلة حيث قام بسرقة سلسلتها الذهبية وفر هاربا بمجرد أن فتح باب الحافلة ورغم صراخها، إلا أن الفاعل استطاع أن يلوذ بالفرار بسهولة دون أن يحرك أحد المواطنين ساكنا، في حين قصت على مسامعنا إيمان طالبة في السنة الرابعة حكايتها عند تعرض امرأة لسرقة داخل القطار المؤدي إلى رويبة. وعندما لم تحتمل إيمان المنظر قامت بإخبار الفتاة التي كادت أن تسرق، إلا أن السارق قام بإخراج سكين من جيبه وقام بطعن إيمان على مستوى الكتف. حتى الطلبة في محطات النقل الخاصة بهم لم يسلموا من الاعتداءات وأبطالها من المندسين في أوساط الطلبة الذين يستغلون غفلتهم في ظل الاكتظاظ الذي يعرفه ''الكوس'' في بعض المناطق. ومنهم من يتحرش ببعض الطالبات على أساس ما تحمله من هاتف نقال أو من ذهب يزين صدرها أو يديها. وما هي إلا دقائق معدودة قبل أن تتوقف حافلة الطلبة في أقرب موقف لها حتى تسمع صراخ الفتاة التي تفيق من غفلتها بعد فوات الأوان.