اعترف أحد الإرهابيين وهو ''ا.ح''، طالب ثانوي، أن الجماعات الإرهابية بتيزي وزو التي تنضوي تحت إمرة الغياطو رابح المكنى ''ابوهريرة''، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال كانت قد جندتهم في صفوفها لأجل التخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية بمواقع حساسة بالعاصمة وفي مقدمتها المديرية العامة للأمن الوطني ومقر الفرقة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة. إضافة إلى ترصد أبناء دبلوماسيين أجانب يدرسون بثانوية خاصة ببوزريعة بغية اختطافهم، حيث سلمته الجماعة الإرهابية عن طريق متهم آخر هاتف نقال بكاميرا فيديو، استطاع من خلاله تصوير بعض مداخل المديرية العامة للأمن الوطني، ونسخ الفيديو في قرص مضغوط، ولكن وقبل تسليمه إلى الجماعات الإرهابية تم القبض على المتهم أواخر 2008. كما كشف أنه تم تكليفه باسترجاع سلاح إرهابي تائب من باش جراح. وكشف التحقيق أيضا مع المتهم وثلاثة شبان آخرين تم القبض عليهم مؤخرا، وهم كل من ''ا.ح'' و''س.ب'' و''م.م'' و''ق.ط'' الذين وجهت لهم تهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على خلق جو انعدام الأمن وبث الرعب في أوساط السكان، أنه في بداية 2008، كلف المدعو ''الغياطو رابح'' المكنى أبو هريرة وهو أمير سرية بمنطقة تيزي وزو وكذا المكلف بالجماعات الإرهابية بالعاصمة، المتهم ''س.ب'' بتجنيد مجموعة من الشبان الذين يجد فيهم تشبعا بالأفكار التي تروج لها الجماعات الإرهابية عن الجهاد، لأجل تكليفهم بمهمات عديدة بالعاصمة. المتهم قام بالتحدث مع المتهمين الثلاثة بما فيهم الإرهابي التائب الذي سلم نفسه لمصالح الأمن، حيث اعترفوا بالوقائع المنسوبة إليهم خلال محاضر الضبطية القضائية، وأكد المدعو ''ل.خ'' أن المتهم الأول ربط الاتصال به وبأمير الجماعة الإرهابية المسمى أبو هريرة أو عمر الروجي، الذي قام بتكليفه باسترجاع سلاح الإرهابي التائب المدعو '' ق.ط'' الذي كان قد تركه في مكان بمنطقة بني دوالة بتيزي وزو. تصوير مديرية الأمن لتفجيرها لاحقا المتهم لم يذكر ذلك لمصالح الأمن، فيما أكده المدعو ''ا.خ'' وهو طالب ثانوي بمدرسة خاصة ببوزريعة الذي زار المعني بعد أسبوع من تسليمه لنفسه وأخبره أنه مرسل من طرف كتبية أبو هريرة لاسترجاع سلاحه، وأكد أيضا أن أمير الكتيبة كان قد كلف المتهم باستلام هاتف نقال يحتوي على كاميرا فيديو من المتهم الأول لأجل استعمالها في تصوير المديرية العامة للأمن الوطني، المتهم قام بالحصول على الهاتف النقال وذهب إلى مقر المديرية العامة للأمن الوطني لأجل تنفيذ المهمة، إلا أنه أعلن فيما بعد عن فشلها بسبب الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بالمديرية، إلا أنه قام بالتقاط بعض الصور لها وقام بإعادة الهاتف النقال دون ذاكرته، حيث استخرج شريط الفيديو والصور ونسخها في قرص مضغوط، كانت مصالح الأمن قد عثرت عليه بمنزله، قبل أن يتم تسليمه إلى الجماعات الارهابية، وقد أظهر ملف أفراد المجموعة الذين لايتجاوز سنهم 28 سنة أنهم جندوا من طرف أبو هريرة لأجل استهداف مناطق حساسة بالعاصمة، رفقة إرهابي تائب استفاد من المصالحة الوطنية، وكان قد أدين من طرف مجلس قضاء بومرداس بثلاث سنوات سجنا غير نافذ لانتمائه لكتيبة الأرقم ببرج منايل وكتائب ثنية الحد، إلا أن مخطط المتهمين والجماعة لم ينجح بعد أن تم القبض على المتهم الرئيسي الذي كشف لمصالح الأمن عن بقية شركائه وعن القرص المضغوط. فيما لم يفلح في تصوير مقر المجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة وتتبع أبناء الدبلوماسيين بالمدرسة الخاصة ببوزريعة والذين كانوا يدرسون معه. المتهمون الأربعة وخلال استجوابه أمام محكمة الجنايات أمس نفوا كل التهم الموجهة إليهم. كما نفوا أن تكون التصريحات المدونة عند محاضر الضبطية القضائية وقاضي التحقيق هي تصريحاتهم. فيما اعتبر ممثل الحق العام وجود تناقض في أقوال المتهمين الذين تراجعوا عن تصريحاتهم، وأكد أن مصالح الأمن كانت قد ضبطت ذاكرة الهاتف النقال في منزل المتهم الرئيسي، والتي تعتبر دليل إدانة خاصة مع وجود صور للمديرية العامة للأمن الوطني، وأن المدعو الوناس كان على اتصال دائم مع أمير الكتيبة المدعو أبو هريرة الذي كلفه بترصد تحركات الأجانب وتصوير مقرات حساسة بالعاصمة تابعة للدولة، إضافة إلى قيام الإرهابي التائب بإخفاء سلاح تابع للجماعة الإرهابية دون أن يخبر مصالح الأمن عنه، واعتبر التهمة ثابتة في حقهم، ليلتمس عقوبة 20 سنة سجنا نافذ. أما هيئة المحكمة فقد أدانت المتهمين الأربعة بأربع سنوات سجنا نافذا مع غرامة مالية قدرها ألف دينار لكل منهما.