رحل عنا هرم آخر، لكنه سيظل بأعماله وسيرته حيا بيننا لن يموت، عملاق من عمالقة الإصلاح في الجزائر، رحل عنا العلامة الشيخ عبد الرحمن شيبان في يوم عظيم وشهر عظيم، وهو رحيل يترك فراغا كبيرا في مجال الدعوة والإرشاد والإصلاح في الدين والتربية والتعليم، وهي مجالات كان فيها العلامة الشيخ عبد الرحمن شيبان فارسا من فرسان الجزائر عموما وجمعية العلماء المسلمين خصوصا، وهي النواة التي أنجبت لنا جنودا من طراز خاص· جنود لايخشون في كلمة الحق لومة لائم، فقد دافع هو ورفاقه عن العربية لغة، وعن الاسلام دينا، وعن الأمازيغية ثابتا من ثوابت الشعب الجزائري، وكان الفقيد العلامة الشيخ عبد الرحمن شيبان فارسا للدين واللغة والانتماء والهوية، وهل لكم من فارس خير من هذا الفارس·· يجمع بين صوت الحق الجهور وصوت المحتاج الخجول، غير الشيخ الراحل الفقيد عبد الرحمن شيبان أنزله الله منازل الأنبياء والصحابة والشهداء والصدّقيين·· ظل مصطفا دوما إلى جانب صوت الأمّة، كان جدارا صلبا على بساطة بنيته الفيزيولوجية، لكن شخصيته كانت أقوى من مصانع الحديد والفولاذ، لأن بنيته النفسية والعقلية كانت تدين بالولاء للأمة و ثوابتها، كان نموذجا للشخصية الإسلامية المحورية، تماما مثلما سيظل أبد الدهر رمزا من رموز الشخصيات الجزائرية التي أثرت بعمق في المجتمع · ورفض الشيخ شيبان أن يكون مطية لأي تيار سياسي موالي أو معارض، ما أكسبه احترام الناس والمجتمع بصفة عامة·· كان الشيخ شيبان قطعة من أولئك الرجال الذين نادرا ما يتكرر وجود أمثالهم في المجتمع، وظل الشيخ شيبان مدافعا عن المدرسة الأصيلة وعن تشريعات الأمة التي تستمد روحها من الدين الاسلامي الحنيف، كما لم يفوت فرصة إلا و دعا فيها إلى نصرة القدس والفلسطينيين، ظل إلى جانب القضايا العربية والإسلامية مدافعا، مشاركا، خطيبا، متكلما، معلما، كاتبا، داعيا ومناديا إلى جمع كلمة المسلمين، نابذا للفتن بينهم، داعيا إلى الوحدة ورصّ الصفوف·· رحم الله الفقيد العلامة الشيخ عبد الرجمن شيبان، الذي سيظل هرما خالدا من أهرامات الإصلاح في بلد الشهداء·