قررت مالي إطلاق برنامج يتضمن تشييد مراكز للجيش والدرك والحرس ومفوضيات للشرطة ومنشآت إدارية وإقامة أنشطة اقتصادية في شمال مالي، وبالضبط بمنطقة تومبوكتو أحد معاقل تنظيم ما يسمى ”القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”· وأفاد صحف مالية أمس بأن البرنامج يستفيد منه سكان المنطقة من الطوارق ويهدف إلى دحر الإرهاب ومكافحته· وأطلقت مالي خطة أمنية وتنموية لإيجاد مزيد من الاستقرار في إقليمها الشمالي، الذي ينشط فيه ما يعرف بجماعات الإرهاب والتهريب، وقال آمادو توماني توري إن البرنامج سيستفيد منه أكثر من 10 آلاف من سكان المنطقة المذكورة أغلبهم من الطوارق، مضيفا أن التنمية المستدامة هي الحل الأمثل لمشكل ”الإرهاب” الذي يعتبر الفقر والبطالة من أهم أسبابه·
وقال توري إن ”الخيار العسكري لا يكفي لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجهها منطقة الساحل والصحراء الشاسعة التي تمثل قرابة ربع القارة الإفريقية”، مشيرا إلى أنه لكسب المعركة علينا أن نحتل المساحة، ونثبت أقدامنا على الأرض·
ويتولى الإشراف على الخطة مستشار الرئيس محمد أغ أغلف وهو من الطوارق وينتمي إلى محافظة كيدال على الحدود مع الجزائر التي تعتبر من أهم المحافظات المستهدفة بالمخطط· وكانت الجزائر قد أعلنت عن منح مالي هبة مالية بمقدار 10 ملايين دولار من أجل تأهيل تلك المناطق، وتعزيز حضور الدولة المالية على مساحة واسعة من أراضيها تزيد على 800 ألف كلم تغيب فيها أي مظاهر لوجود الدولة، وتتولى الجماعات المسلحة وعصابات المخدرات السيطرة عليها·
وتهدف مالي من خلال ذلك أيضا إلى تقوية صلتها بالسكان المحليين الذين يعتمدون في سدّ حاجياتهم على تلك الجماعات المسلحة، ويعيش السكان الماليون في المناطق المذكورة حياة صعبة بسبب قساوة الطبيعة وانعدام المرافق العمومية للدولة، وسط انتشار كبير للفقر في أوساط السكان، وهو ما جعلهم عرضة لتأثير نشاط الجماعات المتطرفة وتجار المخدرات في ظل غياب كامل للدولة·