انتقل المستطيل الأخضر بملعب ”سنتياغو برنابيو” بالعاصمة مدريد، الليلة الماضية، إلى مقاهي الجزائر بعد إفطار رمضان، إلى درجة أفرغت شوارع العاصمة من روادها، وقد فضل الكثيرون متابعة المباراة على حساب صلاة التراويح على اعتبار أن المباراة بدأت على التاسعة مساء، أي قبل إحدى عشر دقائق من رفع آذان العشاء· كالعادة تنتهز المقاهي الفرصة لتجهيز قاعاتها بشاشات البلازما وبطاقة الجزيرة الرمضانية لتستقبل الكثير من الزبائن، الشغوفين بمشاهدة المباراة حول طاولة الشاي والقهوة وقطع القلب اللوز والزلابية في سهرة رمضانية، مشاهد قلما شاهدناها سوى في مباريات المنتخب الوطني الجزائري في كأس إفريقيا وفي كأس العالم· الداربي ال25 في مباراة كأس السوبر الاسبانية استقطب جمهورا كبيرا في الجزائر الذي كان ينتظر المباراة والتي لا يضاهيها داربي آخر في العالم، من متفرجين ومناصرين وحتى من حيث الملعب الذي جمع أكثر من 100 ألف متفرج، فضلا عن مليار متفرج يتابع المباراة· لقد كانت المباراة أهم من مواعيد أخرى لدى محبي الكرة المستديرة، وقد اضطرت المقاهي والصالونات إلى شراء بطاقات الجزيرة، لاستقطاب أكبر جمهور في مثل هذه المباراة· ومن أجل ضمان المتعة وفي جو تسوده الفرجة الرائعة بين الشباب، وصل الأمر بالكثيرين إلى كراء كرسي في مقهى بمبلغ يفوق 600 دينار في بعض المقاهي والصالونات المغلقة والتي استقطبت العشرات من الزبائن ما بين التاسعة ليلا ونهاية اللقاء، وهو مبلغ بسيط مقارنة بشراء بطاقة الجزيرة بأكثر من 5000 دينار· لكن الواقع يؤكد أن الجزائريين يتنفسون كرة القدم، حيث أخذت المباراة بين ”البارصا” و”الريال” حيزا كبيرا من قلوبهم· فيما قال الكثيرون ل”البلاد” إن المباراة أكثر من مهمة، لأنها من أحسن الداربيات والمقابلات في العالم، حيث يمكن للمتفرج أن يشاهد اللعب النظيف والرائع والفنيات الكبيرة، لنجوم ” البارصا ” ونجوم ” الريال ” وعلى عكس المقاهي والبيوت، فإن شوارع العاصمة كانت فارغة مقارنة بالأيام الأخرى في الشهر الفضيل، حيث تنتهز الأسر فرصة الشهر الفضيل للخروج والذهاب إلى المراكز التجارية أو الدكاكين التي تفتح ليلا·