تدب الحركة عبر طرقات و أزقة بومرداس في هذه الأيام الرمضانية المباركة،فيتوجه البعض لبيوت الله لأداء صلاة التراويح، و يقبل آخرون بعد الإفطار على المقاهي وزيارة الأقارب و الأصدقاء للسمر و تبادل أطراف الحديث في جو لا تخلو منه الفكاهة و المرح و التلذذ بارتشاف القهوة و الشاي حتى انقضاء السهرة و أحيانا حتى اقتراب موعد السحور. تتميز بومرداس هذه الأيام بأجواء رمضانية رائعة تنبعث منها رائحة المسك و العنبر الآتية من المساجد المملوءة بالمصلين الذين يؤدون شعائرهم الدينية بكل إيمان و احتساب ،فترى الفرحة في وجوههم لقداسة هذا الشهر و بركته،و نكهتها رائحة الزلابية و قلب اللوز المعطر بماء الورد المنبعثة من كل مكان نقصده،فزينت بها المحلات التجارية واجهاتها وراح أصحابها يبدعون في صنعها لجلب الزبائن أكثر،و لأنها من الحلويات الرمضانية المفضلة فهي زينة القعدات و السهرات في رمضان،و لم تبخل الشوارع من الشباب و العائلات المتزاورة ،فكل يريد قضاء السهرة على طريقته،حتى أنها تدوم لساعات متأخرة من الليل. ان شهر رمضان هو شهر الصيام و العبادة و التراحم،فتكتظ المساجد حيث يتسارع المصلون مباشرة بعد الإفطار ليظفروا بالأماكن الأولى،و استغلال وقت الصلاة بكل خشوع ...و اللافت للانتباه أيضا هو تزايد عدد الشباب و الفتيات الذين يترددون على المساجد ،فيما يلتصق الأطفال بآبائهم الذين يحرصون على اصطحابهم معهم في هذه الفترة حتى يكون لهم نصيب من هذه الليالي الرمضانية.و هذا ما لاحظناه بمسجد دلس،فلا تجد مكانا لكن سيارتك. من جهة أخرى ما يميز الشهر الكريم هو كثرة التزاور بين العائلات و خاصة بعد الإفطار فيحرص الكثير على زيارة الأهل و الأقارب و الأحباب و معايشتهم السهرات الرمضانية التي تطول لساعات و ساعات في تجاذب أطراف الحديث و السمر حول صينية لشاي و قهوة و الحلويات التقليدية، و هو ما يعطيها نكهة خاصة تجعلها تختلف عن غيرها من سهرات الأيام العادية الأخرى.و يعد شهر رمضان الوحيد الذي تنبعث منه رائحة التقاليد و الأصالة.