وافق الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية على حضور تأبينية الشيخ الراحل عبد الرحمن شيبان يوم السبت بدار الإمام· وقال الزبير الشهودي القائم بإدارة برنامج الشيخ راشد إن هذا الأخير قرر تلبية دعوة المشاركة في تأبينية الشيخ العلامة عبد الرحمن شيبان إجلالا للرجل ومواساة للجزائر في فقيدها· وحسب بعض المصادر فإن الشيخ الغنوشي قد يحل بالجزائر الخميس وهو ما سوف يتيح له متسعا من الوقت ليقضي بسفره إلى الجزائر ”مآرب سياسية أخرى” من خلال لقاءاته التي سيعقدها مع مختلف أطياف الطبقة السياسية في الجزائر كالإسلاميين وباقي المكونات السياسية الأخرى الوطنية منها والديمقراطية وحتى الشخصيات الوطنية، حيث إن زيارة الشيخ الغنوشي ستكون الأولى له إلى الجزائر بعد سقوط نظام بن علي الشتاء الماضي وأول عودة لزعيم حركة النهضة التونسية إلى الجزائر منذ مغادرة الغنوشي الجزائر في تسعينيات القرن الماضي بعدما أوى الى الجزائر لاجئا من قمع نظام بن علي الذي انقلب على الإسلاميين ابتداء وعلى كل التونسيين تباعا، مما أدى إلى ارتفاع عدد السجناء والمنفيين والمرحلين والمعذبين وغيرهم من ضحايا النظام السابق· وإذا كان رد جميل الجزائر التي سيزورها الشيخ راشد الغنوشي وهو حر طليق من مضايقات نظام بن علي بعدما دخلها هاربا فاحتضنته لرفض السلطة بقيادة الشاذلي بن جديد آنذاك الرضوخ لضغوطات نظام بن علي، فإن الشيخ راشد الغنوشي الذي دخل الجزائر مطاردا، يدخلها اليوم وحزبه إلى مرمى قدم من نظام الحكم في تونس، الأمر الذي لا تخفى أبعاده الإستراتيجية على الجزائريين· كما لا تخفى على الغنوشي ذاته ولا يخفى عليه موقع الجزائر في المعادلة المغاربية والإفريقية· وفوق هذا وذاك، فإن زيارة الغنوشي للجزائر ستكون فرصة له لعرض أفكار حزبه وتقديم ملامح إستراتيجية حركة النهضة خاصة أن هذه الأخيرة قررت منذ أن أتت الثورة التونسية ثمارها ألا تستأثر بالحكم ولو أعطاها ذلك الشعب في أي استحقاق انتخابي، فضلا عن اعتماد منطق المطالبة والمغالبة الذي اعتمده الفيس المحظور في الجزائر، مما أدى إلى اختصار تجربة هذا الحزب الجزائري وظهوره وزواله في ظرف قياسي منقطع النظير في تاريخ الحركات السياسية·