‘الثقافة الإسلامية هي الوحيدة التي أنجبت حضارة عالمية” أوضح الأستاذ والباحث بجامعة الجزائر مصطفى الشريف أن ”الثقافة الإسلامية مدعوة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تجديد طاقتها واستغلال مخزونها الفكري والروحاني للمساهمة في حل أزمات الحضارة العالمية الراهنة”· وأكد الدكتور في بداية مداخلته التي نشطها سهرة أول أمس بتلمسان في إطار الملتقى السادس لسلسلة ”الدروس المحمدية”، أن الثقافة الإسلامية هي ”الوحيدة التي أنجبت في القرون الماضية حضارة عالمية” لأنها جمعت بين القطبين المتقابلين العقل والقلب أو الظاهر والباطن· وقد تجلى الظاهر في التفكير العقلي المبني على المنطق أو العلوم النقلية· أما الباطن فيمثل كل ما له علاقة بالروحانيات والصلة الرابطة بين المخلوق والخالق· واعتبر المحاضر أن ”امتزاج هذين القطبين بالطريقة المنسجمة أعطى العلم النافع”، وهو أساس الحضارة الإسلامية، مضيفا أن خصائص العلم النافع تتمثل في ثلاثة عوامل وهي ”التوحيد” الذي يطهر النفس لتسمو إلى أعلى الدرجات في المعرفة ومبدأ ”أمة وسطى” التي تحدث ذلك التوازن لدى الفرد ليجمع بين دينه ودنياه، وعامل ”الإنسان الكامل” التي يصبو الإنسان المسلم أن يحققه بالعلم والأخلاق، مستشهدا في ذلك ببعض آراء العلماء القدامى· ويرى الدكتور مصطفى الشريف أنه إذا ارتبطت بانسجام تلك العلوم بالسكينة المذكورة فتقع التزكية ويصير العلم نافعا، مشيرا إلى درجات العلم وضرورة وجود الشيخ المربي للتوجيه والتزكية· من ناحية أخرى، أبرز الباحث في علم الحديث ومفتش المساجد بولاية النعامة عبد العالي عبد القادر خلال تقديمه لمحاضرة في نفس السهرة بعنوان ”خدمة علماء تلمسان للقرآن الكريم وعلومه”، أهمية العلم النافع الذي كان يتصف به السلف الصالح عموما؛ وعلماء تلمسان خاصة ليسرد بعض الأعلام الذين أنجبتهم ”عاصمة الزيانيين” أو استقبلتهم من الحواضر الأخرى، خصوصا مدن الأندلس والمغرب الأوسط· ويتضمن برنامج سلسلة ”الدروس المحمدية” التي تنظمها ”الزاوية البلقايدية الهبرية” هذه السنة في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” في السهرات اللاحقة، محاضرة بعنوان ”معاني وأسرار قوله تعالى·· وقل رب زدني علما” للشيخ محمد عبد الرحيم جاد بدر الدين من مصر·