دخل تنظيم عبد المالك دروكدال مؤخرا في المرحلة الأخيرة من التفكك بعد استعداد العشرات من الإرهابيين لوضع السلاح والانخراط في مسعى المصالحة الوطنية كان آخره تلقي السلفية ضربة موجعة في المنطقة التاسعة بعد أن ذكرت مصادر عن استعداد عناصر كتيبة ''بوكحيل'' بالجلفة لترك السلاح . دخل عناصر كتيبة بوكحيل، نسبة لجبل بوكحيل بالجلفة، التي كانت تسمى في السابق بكتيبة ''جند الرحمان'' المنتمية للتنظيم الإرهابي المسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، والناشطة في نواحي الجلفة والأغواط في اتصالات جد متقدمة مع مصالح الأمن من أجل تطليق العمل المسلح. وذلك بعد أن أقنعها مختار بلمختار المكنى أبو العباس، والمعروف ب''الأعور'' بالخروج عن نهج الجماعة السلفية والانخراط في مشروع المصالحة الوطنية. وحسب ما علمته ''البلاد''، فإن الضربات المتتالية لعناصر الأمن ضد كتيبة بوكحيل، أجبر عناصرها على الدخول في اتصالات مكثفة من أجل الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية. وأشارت مصادر مقربة، أن مختار بلمختار الذي أعلن الصائفة الماضية، تطليقه العمل المسلح في انتظار استفادته من المصالحة الوطنية، (كما تطرقت إليه البلاد) أقنع بقايا كتيبة بوكحيل بالخروج عن نهج دروكدال، الموازي لنهج التنظيم الدموي الجيا، والانضمام إلى مسعى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. باعتبار أن أبو العباس كان أمير المنطقة التاسعة التي تنتمي إليها كتيبة بوكحيل، وتنقسم حاليا هذه الكتيبة إلى مجموعتين، وهما مجموعة ''المهاجرون'' وينتمي إليها الإرهابيين الذين ينحدرون من خارج ولايتي الجلفة والأغواط. أما المجموعة الثانية فهي''الأنصار''، وتضم أبناء المنطقة الذين يعارضون التقتيل الجماعي للمدنيين، الذي تسير عليه الجماعة السلفية. وكانت كتيبة بوكحيل التي يقودها المدعو فوضيل، تضم في السابق أكثر من 90 إرهابيا، تناوب على إمارتها 12 أميرا، تم القضاء على معظمهم وتوبة الباقين، آخرهم كان ''أبو تراب''، ليتقلص العدد إلى 20 إرهابيا، ثم يرتفع إلى نحو 40 إرهابيا بعد تجمع بقايا الإرهابيين، الذي تفككت كتائبهم المنتمية إلى المنطقة التاسعة، بفضل الضربات الموجعة لمصالح الأمن، والتي استطاعت أن تتحكم في أهم المسالك التي يستعملها الإرهابيين في تنقلاتهم داخل الصحراء، ما نتج عنه إحباط العديد من محاولات الجماعة السلفية لتمرير الأسلحة والذخيرة نحو الشمال. وبإعلان تمرد كتيبة بوكحيل على دروكدال تكون الجماعة السلفية فقدت قلعة المنطقة التاسعة، باعتبارها نقطة وصل بين الصحراء والشمال. ويكون مختار بلمختار، قد بسط نفوذه على الصحراء بعد دخوله في صراع مع دروكدال للسيطرة على كتيبة بوكحيل، التي عرف أميرها في السابق بالموالاة إلى أمير الجماعة السلفية، لينجح أبو العباس في قلب أتباعه عليه، وإجباره على عدم مبايعة العمليات الانتحارية التي كانت سبب الفراق بين مختار بلمختار وعبد المالك دروكدال .