من نفس سيدي بوزيد التي تحول بوعزيزي منها إلى شرارة ثورات تجاوز لحيفها بقعة تونس لتطيح نيرانها بمصر مبارك وليبيا القذافي في انتظار نهاية بشار سوريا، غافل شاب من شباب الثورة القرطاجية، حكام تونس الجدد وأضرم النار في يأسه بسيدي بوزيد نفسها لينتهي المطاف بموت بدر الدين سليماني، وهذا اسمه، بينما تستمر الحياة بتونسوبسيدي بوزيد وكأنه لا بوعزيزي ثان أحرق نفسه احتجاجا على وضع ويأس وتهاو ما! الفرق بين بوعزيزي الذي شغل الورى ليجعل منه أوباما وساركوزي وغيرهما قشة انتفاضات لا تذر حكاما ولا أوطانا، وبين بدر الدين الذي رحل في صمت، أن الأول شيعته قناة الجزيرة لغاية في نفس أميرها القطري، أما الثاني فإنه رقم ناري احترق في الوقت بدل الضائع، كون قناة الجزيرة والعربية وغيرهما من ضاربات الدف الثوري، قد قضوا وطرهم من تونس ومصر وشاهد عيانهم المعتاد مشغول الآن برصد الحدود الجزائرية مع ليبيا بحثا عن قميص بدم كذب لاتهام الجزائر بمساندة القذافي! التعامل بمكيالين مختلفين مع الحريق نفسه بسيدي بوزيد ذاتها من قبل الطرف الفضائي نفسه، يعري ما يجري في المنطقة العربية من تآمر خليجي ثار وتأثر لحال بوعزيزي زيد العابدين، فيما تغاضى عن بوعزيزي المبزغ والجنزال رشيد عمار، وبصدق قناة الجزيرة التي تغطي جُمعة البول على جدار السفارة الإسرائيلية كما سماها شباب الثورة المصرية، وصلت إلى مبتغاها حينما نالت وسام تمكنها من إغراق إسرائيل في البول وليس في البحر كما كان الزعيم ياسر عرفات يرجو ويتمنى· يكتبها: أسامة وحيد