أعلن الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية كريم طابو، استعداد حزبه لعقد تحالفات مع ''الشخصيات والقوى الوطنية المستقلة''، مضيفا '' لا للتحالفات مع الدجالين، والعبيد المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة لدى النظام''. وكان الأفافاس قد صعّد انتقاداته في فترة الرئاسيات الأخيرة، لخصومه في الساحة السياسية. وعلى رأسهم حزبا الأرسيدي، والعمال، حيث لم يتوان عن نعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ب ''المشعوذة''. ومن جملة ما وجهه لسعيد سعدي من انتقادات، وصفه قرار الأرسيدي، تجميد أنشطته السياسية ب ''العمالة والتواطؤ''. وأوضح كريم طابو، في كلمة ألقاها في افتتاح دورة المجلس الوطني للحزب بمقره أول أمس، بأن الأفافاس يصبو من خلال هذه التحالفات، إلى ''كسر طوق الفقر والقمع عن الشعب الجزائري، وهو الطوق الذي يمنعه من العيش ومن التنفس، ولكي يدرك أن قوته هي العامل الحاسم في التغيير''. وذكر المتحدث، ضمن هذا السياق، أن جبهة القوى الاشتراكية، ما انفكت توّجه دعوات مماثلة، للقوى السياسية التي يتوافق معها، وقال إن حزبه ''قد أطلق خلال مؤتمره الرابع في سبتمبر 2007، نداء للتحالف إلى كل قوى التغيير''. يجدر التذكير بأن الأرسيدي، قد وجه قبيل الرئاسيات الأخيرة، الدعوة إلى الأفافاس، من أجل عقد تحالف ظرفي، من أجل تفعيل مقاطعة الانتخابات، غير أن هذه الخطوة لم تر النور، لتحفظ حزب آيت أحمد إزائها. وأعقب هذا ازدياد شدة الحرب الكلامية بين الحزبين الغريمين. وعلى صعيد التحالفات دائما، أعلن في العام 2007، كل من مؤسس الأفافاس حسين آيت أحمد، الأمين العام الأسبق للأفلان عبد الحميد مهري، ورئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، مبادرة مشتركة، هدفها ''الإسهام والمشاركة في إيجاد حل لإخراج الجزائر من الأزمة، متعددة الجوانب''، مثلما جاء في البيان الذي وقعته يومها الشخصيات الثلاث، وتضمن الإعلان عن المبادرة، التي لم تنظر عديد الشخصيات المعارضة بعين التفاؤل، إلى النتائج التي التي قد تأتي بها، ومن ذلك تصريح الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، والمقرب من الأفافاس علي يحيى عبد النور، الذي قال فيه''إن ثلاث سنوات لا يمكنها أن تصنع الربيع في فصل الخريف''. من جهة ثانية عاد طابو إلى الرئاسيات الأخيرة، معاودا اتهام السلطات بالتزوير، الذي تم، حسبه، بمباركة من فرنسا، وقال ''التزوير المفضوح وغير المسبوق، حوّل الهزيمة إلى انتصار، وكل هذا تم بمباركة الإليزيه، ودول غربية''. وخلص إلى أن الرئاسيات كانت ''عنفا مورس على الجزائريين''.