اعتبرت جبهة القوى الاشتراكية خيار مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة "فعل ثوري"، بعد أن قدّرت بأن نتائج الاقتراع محسومة مسبقا، وأكد الأفافاس من خلال هذا الموقف بأن الجزائر بحاجة إلى تغيير يأتي من المجتمع تقوده تحالفات قوى حقيقية، وشكّك بالمقابل في نزاهة الرئاسيات حتى في حضور مراقبين دوليين. أعلنت جبهة القوى الاشتراكية رسميا عدم مشاركتها في رئاسيات التاسع أفريل المقبل وهو الخيار الذي تبنته الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب المنعقدة نهاية الأسبوع بالعاصمة، حيث أكد كريم طابو أن المقاطعة جاءت على أساس قناعة بأن المناخ السياسي في الجزائر لم يتغير باعتبار أن"اللعبة السياسية حسمت قبل الأوان" بالإضافة إلى "غلق العملية الانتخابية". وبحسب ما تضمّنه اللائحة السياسية لدورة المجلس الوطني لحزب حسين آيت أحمد فإنه من الضروري أن "يتجنّد كل الجزائريين من أجل مقاطعة هذا الاقتراع الرئاسي"، وهو ما ذهب إليه طابو الذي لم يتردّد في القول بأن "الشعب الجزائري يريد التغيير وهو مستعد أن يستثمر مرة أخرى في الفعل السياسي ولا يزال ينتظر مشروعا بديلا وتعبويا". كما دعت جبهة القوى الاشتراكية إلى تحالفات مع قوى أخرى بغرض تكريس التغيير السياسي، وجاء في اللائحة السياسية كذلك أن "الجبهة ستعمل مع القوى الحقيقية للتغيير على أساس عقد للقيم والمبادئ وأهداف واضحة وشفافة" من أجل تكريس الديمقراطية. إلى ذلك أعلن الأفافاس أن المطلوب في هذه الفترة ليس تحقيق ما أسماه "التوافق الشعبوي" بقدر ما يطلب فعلا "العمل في الوضوح والشفافية مع كل الحقيقية للتغيير، ليس هناك شيء ينتظر من النظام فالتغيير لا يمكن أن يأتي سوى من المجتمع"، وأكثر من ذلك فإن كريم طابو قال إن خيار المقاطعة يعتبر "فعلا ثوريا"، مضيفا "أن تقاطع يعني أنك تحب وطنك ويعني أن لديك طموحات لصالح بلدك". ولم يكتف طابو بالقول إن الاستعانة بالمراقبين الدوليين سوف لن يضفي طابع النزاهة على الاستحقاق الرئاسي المقبل، ولكنه وصل إلى حد أن "الشعب رفض تجنيده في هذه المسخرة وهي إشارة قوية على انشقاق انتخابي وقطيعة مع النظام القائم"، ولم يخرج خطاب الأفافاس هذه المرة عن أطروحاته التقليدية فبالنسبة لأقدم حزب معارض في الجزائر فإن "الرهانات الحقيقية اليوم هي إعادة الاعتبار للفعل السياسي وتغيير النظام القائم وتنفيذ إستراتيجية قادرة على جمع العوامل الداخلية والخارجية الضرورية لتجسيد التغيير". وقد أعلن السكرتير الوطني الأول للأفافاس من جهة أخرى بأنه سيتم تحضير برنامج للتجمعات التي سينشطها من أجل إقناع المواطنين بالامتناع عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، وبهذا يكون موعد التاسع أفريل المقبل رابع انتخابات رئاسية تعددية يقاطعها حزب حسين آيت أحمد منذ 1995.